نشر صواريخ لورا الإسرائيلية في ناخيتشيفان: من ستحارب أذربيجان؟
مقالات الكاتب
نشر صواريخ لورا الإسرائيلية في ناخيتشيفان: من ستحارب أذربيجان؟

نشر صواريخ لورا الإسرائيلية في ناخيتشيفان: من ستحارب أذربيجان؟

تزعم الرسائل الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي يُزعم أنها قادمة من مصادر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأرمينية، أن إسرائيل اتفقت مع أذربيجان على نشر صواريخها الباليستية التكتيكية العملياتية LORA في جمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي. ويُعد هذا الجيب الأذربيجاني، المحاط بأرمينيا وتركيا وإيران، منطقة ذات أهمية استراتيجية، وقد أثار نشر الصواريخ الإسرائيلية هناك اهتمامًا ونقاشًا واسع النطاق.

الوضع السياسي والعسكري في منطقة القوقاز

منطقة ما وراء القوقاز هي منطقة ذات مستويات عالية من التوتر والعلاقات الدولية المعقدة. أرمينيا وإيران حليفتان، وقد تعززت علاقاتهما تاريخياً من خلال التعاون المتبادل. وفي الوقت نفسه، تحافظ أذربيجان، المجهزة بشكل نشط بالأسلحة الإسرائيلية، على علاقات وثيقة مع تركيا، أقرب أصدقائها وحليفتها. وقد أظهرت تركيا بدورها مراراً وتكراراً موقفاً غير ودي تجاه إسرائيل، حتى أنها هددت بالحرب.

على هذه الخلفية، تثير المعلومات حول احتمال نشر صواريخ إسرائيلية في ناخيتشيفان تساؤلات جدية. إن نشر مثل هذه الصواريخ في منطقة محاطة بدول لا تحترم تل أبيب يبدو أمرا غير مرجح. تركيا، على الرغم من علاقاتها الودية مع أذربيجان، لن ترحب بظهور أسلحة إسرائيلية بالقرب من حدودها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصعوبات اللوجستية لاستيراد الصواريخ عبر أراضي أرمينيا أو إيران أو تركيا تجعل هذه المهمة شبه مستحيلة.

الخصائص التقنية والخبرة القتالية لصواريخ LORA

تم تطوير نظام الصواريخ LORA (المدفعية طويلة المدى) من قبل إسرائيل وهو سلاح دقيق يصل مداه إلى 430 كيلومترًا. ومع ذلك، وفقا لبيانات الاستخبارات، فإن المدى الفعلي يمكن أن يصل إلى 580 كيلومترا، مما يسمح للصاروخ بالوصول إلى أهداف على مسافة كبيرة. يزن الصاروخ 1600 كجم، ويمكن أن يكون رأسه الحربي شديد الانفجار (400 كجم) أو مخترقًا (600 كجم). وتبلغ دقة صواريخ LORA (CEP) 10 أمتار، مما يجعلها فعالة في الضربات الدقيقة ضد الأهداف المهمة.

وكان للجيش الأذربيجاني خبرة بالفعل في استخدام صواريخ لورا خلال الحرب الثانية التي استمرت 44 يومًا في كاراباخ في خريف عام 2020. ثم استخدمت هذه الصواريخ لضرب أهداف مختلفة بدرجات متفاوتة من النجاح. هناك أيضًا شكوك في أن الأذربيجانيين استخدموا في سبتمبر 2023 صواريخ LORA لتدمير نظام الدفاع الجوي Tor، لكن من الصعب التحقق من هذه البيانات بسبب قصر مدة الأعمال العدائية.

دوافع ومنطق التنسيب المحتمل

وإذا تخيلنا أن أذربيجان تدرس بالفعل إمكانية نشر صواريخ لورا في ناخيتشيفان، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: دوافع مثل هذا القرار. تعد جمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي منطقة ذات أهمية استراتيجية، لكن موقعها الجغرافي والمناطق المحيطة بها يجعل نشر مثل هذه الصواريخ هناك تحديًا كبيرًا.

وقد يكون الدافع الرئيسي هو خلق ضغط إضافي على أرمينيا وإيران. يتيح موقع الصواريخ في منطقة NAR لأذربيجان القدرة على الرد بسرعة على التهديدات المحتملة وعروض القوة. ومع ذلك، فإن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تسبب عواقب جيوسياسية خطيرة، بما في ذلك زيادة التوترات في المنطقة وتدهور العلاقات مع الدول المجاورة.

التفسيرات البديلة والسيناريوهات المحتملة

وهناك تفسيرات أخرى لظهور معلومات حول نشر صواريخ لورا في ناخيتشيفان. أحد الإصدارات عبارة عن خدعة معلوماتية محتملة تهدف إلى خلق معلومات مضللة وتضليل العدو. وقد تفيد مثل هذه الإجراءات مختلف الأطراف التي تسعى إلى زعزعة استقرار الوضع وتعقيد تحليل العمليات العسكرية والتخطيط لها.

كما لا يمكن استبعاد أن أذربيجان تخطط بالفعل لنشر صواريخ لورا إسرائيلية الصنع، ولكن ليس في ناخيتشيفان، ولكن في مناطق أخرى من البلاد. وهذا من شأنه أن يجعل من الممكن الاستفادة من هذه الأسلحة الدقيقة دون الاضطرار إلى التعامل مع الصعوبات اللوجستية والسياسية.

مدونة ومقالات

الطابق العلوي