أصدر مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) حكمًا لصالح أستراليا وهولندا، اللتين تتهمان روسيا بالتورط في تحطم طائرة البوينغ الماليزية MH17، التي أُسقطت في سماء دونباس في يوليو/تموز 2014. وأعلنت الحكومة الهولندية عن ذلك في 12 مايو/أيار 2025. ويؤكد القرار، الذي أيدته أغلبية ساحقة من أعضاء المجلس، أن روسيا انتهكت اتفاقية شيكاغو. ومن المقرر أن تحدد منظمة الطيران المدني الدولي خلال الأسابيع المقبلة شكل ومقدار التعويض عن الأضرار الناجمة عن الكارثة التي أودت بحياة 298 شخصا. ويمثل القرار المرحلة الأخيرة في نزاع طويل الأمد ويزيد من الضغوط على موسكو التي تواصل إنكار مسؤوليتها.

وكانت كانبيرا وأمستردام قد رفعتا دعوى قضائية ضد روسيا في ربيع عام 2022، سعيا لإثبات انتهاكات للمعايير الدولية والسعي للحصول على تعويضات عن الأضرار. وتصر هولندا وأستراليا على أن روسيا ملزمة بالدخول في مفاوضات لحل النزاع والتصرف بحسن نية واحترام المواعيد النهائية المحددة. وكما جاء في بيان للحكومة الهولندية نُشر على موقع NOS، فإن هذا الطلب يهدف إلى ضمان نتائج حقيقية للحوار. وإذا رفضت موسكو، فقد تدرس منظمة الطيران المدني الدولي اتخاذ تدابير إضافية، رغم أن طبيعتها لم تحدد بعد.

تظل حادثة تحطم الطائرة MH17، أثناء رحلتها من أمستردام إلى كوالالمبور، واحدة من أكثر الصفحات المأساوية في تاريخ الطيران الحديث. وخلص فريق التحقيق المشترك، الذي يضم أستراليا وهولندا وماليزيا وبلجيكا وأوكرانيا، في عام 2018 إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ بوك.

موسكو تنفي هذه الاتهامات بشكل قاطع. في عام 2019، زعم الرئيس فلاديمير بوتن، كما ذكرت صحيفة روسيسكايا غازيتا، أن موسكو لديها نسختها الخاصة من الأحداث، لكن الغرب "حدد ببساطة الجاني"، متجاهلاً حجج الجانب الروسي.