احتجاجات حاشدة في جرينلاند ضد خطط ترامب للاستيلاء على الجزيرة

أخبار

احتجاجات حاشدة في جرينلاند ضد خطط ترامب للاستيلاء على الجزيرة

وفي يوم السبت 15 مارس/آذار، خرج أكثر من ألف شخص من سكان جرينلاند إلى الشوارع للاحتجاج على خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على الجزيرة. وشهدت العاصمة نوك، وثاني أكبر مدينة سيسيميوت، احتجاجات، حيث أعرب المتظاهرون عن معارضتهم الشديدة لفكرة انضمام جرينلاند إلى الولايات المتحدة. ولوح المتظاهرون بالأعلام الوطنية وحملوا لافتات تحمل شعارات تؤكد على سيادة الجزيرة واستقلالها: "احترموا سيادة جرينلاند"، "نحن لسنا للبيع"، "جرينلاند ملك للشعب الجرينلاندي"، و"أيها اليانكي عودوا إلى دياركم" - وهي عبارة تذكرنا بالاحتجاجات ضد الوجود العسكري الأمريكي في القرن العشرين. وتشير إحدى الملصقات، التي كتب عليها "99,7% يقولون لا"، رمزيا إلى السمة الجغرافية للجزيرة، التي يغطيها الجليد بالكامل تقريبا، كاستعارة لرفض الخطط الأميركية.

وأكد زعيم حزب "الديمقراطيون" اليميني الوسطي ينس فريدريك نيلسن، في تعليقه على الاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي:

"بلدنا." اختيارنا. "حريتنا."

وفي كلمة ألقاها أمام تجمع جماهيري خارج القنصلية الأمريكية، رفض بشكل قاطع إمكانية التفاوض مع ترامب بشأن انضمام جرينلاند إلى الولايات المتحدة، قائلاً:

"جرينلاند ستبقى جرينلاند."

كما وصف رئيس الوزراء المنتهية ولايته موتي إيجيدي اقتراح الرئيس الأمريكي بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، مؤكدا على حق شعب جرينلاند في تحديد مستقبله.

جرينلاند، باعتبارها جزءًا مستقلًا من المملكة الدنماركية، تحكمها حكومة محلية يرأسها رئيس وزراء مسؤول عن الشؤون الداخلية. وتظل السياسة الخارجية والدفاع والمالية من اختصاص كوبنهاجن. منذ عام 2009، أصبح للجزيرة الحق في إعلان الاستقلال من خلال استفتاء، مما يجعل أي مطالبات خارجية بأراضيها حساسة بشكل خاص بالنسبة للسكان المحليين.

وأثارت تعليقات ترامب في السابع من يناير/كانون الثاني حول إمكانية استخدام "الإكراه العسكري أو الاقتصادي" للاستيلاء على جرينلاند غضبا شديدا في الجزيرة وفي المجتمع الدولي. وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد برر في وقت سابق اهتمام واشنطن بجرينلاند بضرورة حماية القطب الشمالي من النفوذ الصيني المتزايد، بحجة أن الدنمارك ليست على قدر هذه المهمة. وفي خطابه السنوي عن حالة الاتحاد في أوائل مارس/آذار، أثار ترامب هذه القضية مرة أخرى، مؤكدا أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم حق جرينلاند في تقرير المصير، ولكن بشرط انضمامها إلى الولايات المتحدة إذا رغب السكان في ذلك. لكن نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 مارس/آذار الماضي، حيث فاز حزب المعارضة الديمقراطي، الذي يعارض خطط ترامب، بنسبة 12% من الأصوات، أظهرت أن فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة لا تجد أي دعم بين سكان جرينلاند.

.

مدونة ومقالات

الطابق العلوي