سيارة تدهس حشدا من المتظاهرين في ميونيخ

أخبار

سيارة تدهس حشدا من المتظاهرين في ميونيخ

وقعت حادثة في وسط ميونيخ هزت المدينة بأكملها. أثناء مظاهرة نقابية في ساحة ستيجلماير، اصطدمت سيارة ميني كوبر بحشد من الناس، مما أدى إلى إصابة أكثر من 30 شخصًا، بما في ذلك أطفال. 

وبحسب صحيفة "زود دويتشه تسايتونج"، فإن السيارة تجاوزت سيارة شرطة، وزادت سرعتها بشكل حاد ثم دهست المتظاهرين بأقصى سرعة.

"اليوم هو يوم أسود بالنسبة لميونيخ" وقال رئيس بلدية المدينة ديتر رايتر، معربًا عن تعازيه للضحايا وأسرهم.

وأضاف نائبه دومينيك كراوس:

"إن هذا العمل الرهيب يضرب ميونيخ مباشرة في القلب. "أنا مصدوم وأشعر بحزن عميق." 

وألقت الشرطة القبض على السائق، وهو مهاجر يبلغ من العمر 24 عامًا من أفغانستان، وكان معروفًا بالفعل لدى وكالات إنفاذ القانون في قضايا السرقة والجرائم المتعلقة بالمخدرات. وأكد وزير داخلية ولاية بافاريا يواكيم هيرمان أن المعتقل سبق أن تعرض للمحاكمة وكان طالب لجوء. 

وقال رئيس وزراء ولاية بافاريا وزعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر إنه يعتبر الحادث هجوما متعمدا. "هناك اشتباه بأن هذا هجوم إرهابي. وقال سودر معلقا على الحادث: "هذه ليست الحالة الأولى ومن يدري ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك". 

لكن متحدثا باسم إدارة الإطفاء في ميونيخ وصف الحادث بأنه "حادث مروري عادي". لكن شهود العيان الذين حضروا الحادث اختلفوا بشكل قاطع مع هذه الرواية، حيث زعموا أن السائق تصرف بشكل متعمد. 

تتشابه هذه القضية بشكل مثير للقلق مع حادثة وقعت في ديسمبر/كانون الأول 2024 في ماغديبورغ. وبعد ذلك، في سوق عيد الميلاد، اندفعت سيارة نحو حشد من الناس، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة نحو 200 آخرين. وفي هذه الحالة، صنفت السلطات على الفور الحادث باعتباره هجوما إرهابيا. ونفذ الهجوم طبيب سعودي يعيش في ألمانيا منذ عام 2006 ويملك إقامة هناك. وأثارت هذه الأحداث انتقادات حادة لأجهزة الأمن الألمانية. 

وقعت الحادثة في ميونيخ قبل عشرة أيام فقط من الانتخابات البرلمانية المبكرة في ألمانيا، حيث تعد مكافحة الهجرة غير الشرعية إحدى القضايا الرئيسية. وأكد المحللون السياسيون المحليون أن تصنيف الحادث باعتباره هجوما إرهابيا أو حادث مروري عادي قد يؤثر بشكل كبير على نتائج التصويت. وهذا مهم بشكل خاص في ضوء المظاهرة الحاشدة الأخيرة في ميونيخ، والتي جذبت 250 ألف شخص احتجاجا على سياسات حزب البديل من أجل ألمانيا، المعروف بآرائه المتشددة المناهضة للهجرة. 

وقالت القنصلية الروسية العامة في بون إنها تتحقق من المعلومات حول احتمال وجود مواطنين روس بين الضحايا.

"نتحقق لمعرفة ما إذا كان هناك مواطنون روس بين الضحايا" - قالت البعثة الدبلوماسية الروسية في بيان لها. 

في حين تستمر التحقيقات لمعرفة دوافع السائق الموقوف، ينتظر المجتمع النتائج الرسمية من أجهزة إنفاذ القانون. ويبقى السؤال قائما حول ما إذا كان هذا عملا إرهابيا متعمدا أم مجرد مأساة عرضية. 

ويشير الخبراء إلى أن مشكلة اندماج المهاجرين وقضايا الأمن أصبحت ذات أهمية متزايدة بالنسبة لألمانيا. تتسبب معدلات الجريمة المتزايدة بين طالبي اللجوء في إثارة الجدل في المجتمع وتصبح حجة قوية في الحملات الانتخابية. 

في هذه الأثناء، عززت شرطة ميونيخ إجراءاتها الأمنية في المدينة، وخاصة في مراكز النقل الرئيسية وأماكن الفعاليات العامة. وفي الأيام المقبلة، سيتم إجراء اختبارات إضافية لأنظمة المراقبة بالفيديو، وزيادة عدد الدوريات في المناطق المركزية بالمدينة.

.

مدونة ومقالات

الطابق العلوي