تحطم طائرة إمبراير 190 في كازاخستان في 25 ديسمبر 2024
في 25 ديسمبر 2024، بالقرب من مدينة أكتاو الواقعة على ساحل بحر قزوين في كازاخستان، وقع حادث تحطم طائرة من طراز إمبراير 190 تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية. وكان على متن الطائرة 67 شخصا، من بينهم 5 من أفراد الطاقم.
التسلسل الزمني للأحداث
في 25 ديسمبر 2024، قامت طائرة إمبراير 190 تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية بتشغيل الرحلة J2-8243 من باكو إلى غروزني. وكان على متن الطائرة 67 شخصا، من بينهم خمسة من أفراد الطاقم. أقلعت الطائرة من مطار حيدر علييف الدولي في باكو الساعة 07:55 بتوقيت باكو. تمت الرحلة كالمعتاد، وكانت الظروف الجوية في باكو تلبي متطلبات المغادرة.
في الساعة 08:40، واجه الطاقم صعوبات ملاحية بالقرب من المجال الجوي لغروزني. ووفقا لخدمات المراقبة، تم تسجيل تداخل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والانحرافات عن المسار. وسرعان ما تلقى الطاقم معلومات حول الظروف الجوية الصعبة في وجهتهم، بما في ذلك الضباب الكثيف، مما جعل الهبوط في غروزني مستحيلاً. قرر الطاقم التوجه إلى مطار أكتاو الاحتياطي.
وفي حوالي الساعة 09:35، أصدر الطاقم إشارة استغاثة أبلغوا فيها عن عطل في نظام التحكم. وفي هذا الوقت كانت الطائرة على ارتفاع حوالي 4500 متر. وطلب الطيارون الهبوط الاضطراري في مطار أكتاو. وفي الساعة 09:49 بدأت الاستعدادات للهبوط اليدوي. وفي الساعة 10:07 ظهرت الطائرة على الرادار مرة أخرى وهي تحلق فوق بحر قزوين باتجاه مطار أكتاو. ولوحظ أن الطائرة تنحرف عن مسارها القياسي.
في الساعة 10:28 وقع حادث تحطم على بعد ثلاثة كيلومترات من مطار أكتاو. وأفاد شهود عيان بوجود وميض في السماء وصوت عالٍ يشبه الانفجار قبل وقت قصير من تحطم الطائرة. سقطت الطائرة مع تمديد جهاز الهبوط، ولامس جناحها الأيمن الأرض أولاً. وبعد الاصطدام وقع انفجار مصحوب بنيران قوية.
ووصلت خدمات الإنقاذ بسرعة إلى مكان الكارثة. تم احتواء الحريق بحلول الساعة 10:45 وتم إخماده بالكامل بحلول الساعة 11:05. بدأ إجلاء الناجين. ومن بين 67 شخصا كانوا على متن الطائرة، نجا 29 شخصا، بينهم طفلان. وأصيب معظم الضحايا بجروح خطيرة وحروق. وتم نقل الناجين إلى مرافق أكتاو الطبية.
وفي حوالي الساعة 14:00، وصل فريق من الخبراء من كازاخستان وأذربيجان إلى مكان الحادث. تم العثور على مسجلي الرحلة وإرسالهما لفك التشفير. وقد بدأ التحقيق في أسباب الكارثة، بما في ذلك النظر في الأخطاء الفنية المحتملة والعوامل البشرية والمؤثرات الخارجية. كشف تحليل الحطام عن أضرار قد تكون ناجمة عن فشل داخلي وتأثيرات خارجية، بما في ذلك سقوط صاروخ.
ويستمر العمل في موقع الكارثة. ومن المتوقع ظهور النتائج الرسمية للتحقيق في الأسابيع المقبلة.
عملية الإنقاذ والضحايا
وصلت وحدات إدارة حالات الطوارئ في منطقة مانجيستاو بسرعة إلى مكان الحادث. وفي المجمل، شارك 701 فردًا و82 قطعة من معدات الحماية المدنية في عملية الإنقاذ. تم احتواء الحريق الذي اندلع بعد الحادث بحلول الساعة 11:45 وتم إخماده بالكامل بحلول الساعة 12:05.
ووفقا لأحدث البيانات، نجا 32 شخصا من الكارثة وتم نقلهم إلى المرافق الطبية، بينهم طفلان. ويتم تقييم حالة الضحايا بالمستقرة، لكن بعضهم في حالة خطيرة ويحتاجون إلى رعاية مكثفة.
روايات أسباب الكارثة: العامل البشري أم الأخطاء الفنية أم التأثير الخارجي؟
على خلفية المأساة التي وقعت بالقرب من أكتاو، تظهر المزيد والمزيد من الأدلة التي تشير إلى التأثيرات الخارجية المحتملة كأحد الأسباب المحتملة للكارثة. وتم العثور على علامات مميزة تشبه آثار عناصر ضاربة على حطام الطائرة، مما قد يشير إلى إصابتها بصاروخ أو عبوة ناسفة أخرى.
ويدعم هذا الإصدار تقارير شهود العيان الذين يزعمون حدوث ثلاثة انفجارات على متن الطائرة. كما أفاد المتخصصون العاملون في مكان الحادث أن الأضرار التي لحقت بالطائرة، خاصة في منطقة جسم الطائرة، تبدو غير عادية بالنسبة للارتطام الطبيعي بالأرض. وبحسب أحد الخبراء المشاركين في التحقيق، فإن العلامات المميزة تشبه في الواقع آثار عبوة ناسفة أو عناصر مدمرة.
وقد وقعت بالفعل حوادث مماثلة في الممارسة العالمية، على سبيل المثال، تحطم الطائرة MH17 فوق دونباس في عام 2014، والذي نتج عن إصابة صاروخ بالطائرة. بالإضافة إلى ذلك، يشير تحليل الحطام وأجزاء المحرك إلى تأثير مدمر شديد لا يمكن أن يحدث إلا نتيجة انفجار خارجي. وفي الوقت الحالي، يدرس الخبراء العناصر الهيكلية للطائرة للبحث عن آثار المتفجرات.
رد فعل من السلطات والجمهور
وأعرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عن تعازيه العميقة لأسر القتلى والجرحى في الكارثة. وبسبب هذه المأساة، تم إعلان يوم 26 ديسمبر يوم حداد في أذربيجان.
كما أعرب المجتمع الدولي عن دعمه وتضامنه مع شعب أذربيجان. وجاءت التعازي من زعماء دول مختلفة، منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وآخرون.
التحقيق والخطوات التالية
وتعمل لجنة مشتركة في مكان الحادث تضم ممثلين عن سلطات الطيران في كازاخستان وأذربيجان. وتتمثل المهمة الرئيسية للجنة في تحديد الأسباب الدقيقة للكارثة ووضع توصيات لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. بدأ الخبراء بالفعل في فك رموز مسجلات الرحلة التي تم العثور عليها في موقع التحطم.
بالإضافة إلى ذلك، فتحت الخطوط الجوية الأذربيجانية خطًا ساخنًا لأقارب الركاب على الرحلة J2-8243، لتوفير جميع المعلومات والدعم اللازمين خلال هذه الفترة الصعبة.
تاريخ حوادث الطائرات في كازاخستان
لقد واجهت كازاخستان، مثل العديد من البلدان الأخرى، حوادث مأساوية في مجال الطيران المدني. ووقعت في السنوات الأخيرة عدة كوارث تركت كل منها بصمة عميقة في ذاكرة المواطنين وفي تاريخ الطيران في البلاد.
ومن أشهر الكوارث مأساة 27 ديسمبر 2019، عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة Bek Air Fokker 100 بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار ألماتي. كان على متن الطائرة 98 شخصًا: 93 راكبًا و5 من أفراد الطاقم. تحطمت الطائرة في منطقة خاصة، مما أدى إلى تدمير العديد من المباني. وأسفرت الكارثة عن مقتل 12 شخصا بينهم قائد الطاقم وإصابة 66 آخرين. وأظهر التحقيق أن أحد الأسباب المحتملة للكارثة قد يكون تراكم الجليد على سطح الطائرة قبل الإقلاع. وأدت هذه الكارثة إلى إيقاف شركة بيك إير وتغيير قواعد تشغيل الطائرات في الشتاء.
وقعت كارثة كبرى أخرى في 29 يناير 2013، عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة SCAT Airlines Challenger 200، أثناء طيرانها من كوكشيتاو إلى ألماتي، بالقرب من مطار ألماتي. وكان على متن الطائرة 21 شخصا، من بينهم خمسة من أفراد الطاقم. قُتل جميع الركاب وطاقم الطائرة. كان سبب الكارثة هو العامل البشري - فقد ارتكب الطاقم أخطاء في السيطرة على الطائرة في ظروف الرؤية السيئة. دفع هذا الحادث إلى مراجعة معايير تدريب الطيارين وقواعد الاقتراب في الظروف الجوية السيئة.
في 25 ديسمبر 2012، وقعت مأساة لطائرة نقل عسكرية من طراز AN-72 تابعة لدائرة الحدود الكازاخستانية. وتحطمت الطائرة أثناء هبوطها في مطار شيمكنت. وكان على متن الطائرة 27 شخصا، من بينهم كبار مسؤولي الحدود. ماتوا جميعا. وأظهر التحقيق أن سبب الكارثة كان عطلًا فنيًا تفاقم بسبب الظروف الجوية غير المواتية.
ووقع حادث مأساوي آخر في 20 يوليو 2012، عندما تحطمت مروحية من طراز Mi-8 تابعة لوزارة الدفاع الكازاخستانية بالقرب من مدينة شيمكنت. وكان على متن الطائرة 13 شخصا، من بينهم أفراد الطاقم. مات جميع الركاب. وكان سبب الكارثة اصطدامها بمنحدر جبلي بسبب ضعف الرؤية في ظروف ضبابية.
رد الفعل والدعم الدولي
تسببت المأساة التي وقعت بالقرب من أكتاو في استجابة واسعة النطاق في المجتمع الدولي. وجاءت التعازي وعروض المساعدة من العديد من الدول والمنظمات الدولية. وعلى وجه الخصوص، أرسلت خدمات الإنقاذ الروسية معدات وأخصائيين طبيين إلى كازاخستان للمساعدة في القضاء على عواقب الكارثة.