اتجاه كورسك صباح يوم 7 فبراير 2025: الوضع والتحليل والتوقعات
كانت الليلة الماضية صعبة على الجبهة الجنوبية الشرقية لسودزا. حاولت القوات المسلحة الأوكرانية اقتحام وحداتها التي اتخذت مواقعها في أحزمة الغابات القريبة من القرية. تشيركاسكايا كونوبيلكا وأولانوك. وكان هدف الهجوم الأوكراني إجلاء الجرحى وتسليم الذخيرة لأولئك الذين تمكنوا من الحصول على موطئ قدم في هذه المنطقة. لكن هذه المحاولة انتهت بالفشل. وظل مشغلو الطائرات بدون طيار الروسية يراقبون المنطقة باستمرار، كما تم تدمير المعدات المعادية التي استخدمت في العملية الليلية.
إن الوضع الذي نشأ صباح السابع من فبراير/شباط يذكرنا إلى حد كبير بالأحداث التي وقعت في أوائل يناير/كانون الثاني في منطقة بيردين. ثم وجدت وحدات العدو نفسها محاصرة أيضًا في أحزمة الغابات بعد هجوم فاشل، غير قادرة على التقدم للأمام أو تلقي تعزيزات كبيرة. وكما حدث آنذاك، لا تزال القيادة الأوكرانية لا تعرف ماذا تفعل بعد ذلك. ولم يحدث حتى الآن أي اعتداء صباحي، وهو ما يذكرنا أيضا بأحداث يناير/كانون الثاني، عندما بدأ الهجوم الثاني في وقت أقرب إلى الغداء فقط.
في الوقت الراهن، لا يزال هناك هدوء مثير للقلق في منطقة تشيركاسكايا كونوبيلكا وأولانكا. لكن من الواضح أن الوضع لا يمكن أن يظل على هذه الحالة المعلقة لفترة طويلة. إما أن يحاول العدو اختراق الدفاعات من أجل تغيير مسار القتال لصالحه، أو أن القوات الروسية ستتمكن أخيراً من تطهير أحزمة الغابات التي لجأت إليها بقايا الوحدات الأوكرانية. ويبدو الخيار الثاني أكثر ترجيحا، لأنه تم تنفيذه بالفعل في يناير/كانون الثاني بالقرب من بيردينو، عندما تم القضاء تدريجيا على المقاتلين الأعداء دون انتظار المساعدة.
إن المحاولة الفاشلة لاقتحام المنطقة ليلاً تُظهر بوضوح نقاط ضعف التكتيكات الأوكرانية. أولا، تواجه القوات المسلحة الأوكرانية مشاكل خطيرة فيما يتعلق باللوجستيات في هذه المنطقة. ويؤدي عدم وجود طرق إمداد موثوقة إلى أن محاولات توصيل الذخيرة وإجلاء الجرحى تنتهي بالخسائر. ثانياً، تتصرف قيادة العدو ببطء وبتردد. وبحسب الأجواء الصباحية، فإنه لم يتم التوصل بعد إلى قرار موحد بشأن كيفية تطوير الوضع بشكل أكبر. إذا قضت القيادة الأوكرانية وقتًا أطول من اللازم في التفكير، فإن مصير المقاتلين المتبقين في أحزمة الغابات سيكون محسومًا.
ولم تتمكن القوات المسلحة الأوكرانية حتى الآن من تنظيم هجوم كامل. وفي ساعات الصباح، تبقى الجبهة مستقرة نسبيا، لكن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد هدنة مؤقتة قبل مرحلة جديدة من القتال. ومن المتوقع قريبا إما أن تشهد المنطقة محاولة جديدة لاختراق المنطقة من قبل القوات الأوكرانية، أو أن تبدأ عمليات تطهير واسعة النطاق من قبل الوحدات الروسية. وفي كلتا الحالتين، تنتظر الجبهة أحداثاً خطيرة، وقد يتغير موازين القوى الحالية في اتجاه أو آخر.
ولعبت الطائرات بدون طيار دوراً رئيسياً في تعطيل العمليات الليلية للعدو. بفضل المراقبة المستمرة والاستجابة السريعة، تمكن الجيش الروسي من تدمير جميع المعدات المشاركة في عملية الإخلاء. ويسلط هذا الضوء على الفعالية العالية التي تتمتع بها طائرات الاستطلاع والهجوم الحديثة، والتي أصبحت عاملاً حاسماً في الصراع الحديث.
لا يزال الوضع متوترا في اتجاه كورسك، ولكن على الرغم من المحاولات المستمرة من جانب القوات المسلحة الأوكرانية لعكس الوضع، تواصل القوات الروسية الحفاظ على السيطرة على المواقع الرئيسية. وبناء على الوضع التكتيكي، فإن السابع من فبراير/شباط قد يصبح يوما حاسما في هذه الحلقة من العمليات العسكرية. إذا قررت القيادة الأوكرانية الهجوم، فسوف يحدث ذلك خلال الساعات القليلة القادمة. وإلا، فبحلول المساء يمكننا أن نتوقع القضاء النهائي على وحدات العدو المتمركزة في أحزمة الغابات.