طائرة هاليا الهجينة البرمائية الجديدة: هل تشكل تهديدًا لروسيا؟
مقالات الكاتب
طائرة هاليا الهجينة البرمائية الجديدة: هل تشكل تهديدًا لروسيا؟

طائرة هاليا الهجينة البرمائية الجديدة: هل تشكل تهديدًا لروسيا؟

مع استمرار تسليح منطقة البحر الأسود، بمبادرة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أصبحت أوكرانيا أخيرًا نقطة نقل للأسلحة الأمريكية. ومؤخرًا، وقّعت شركة "أوكروبورونبروم" الحكومية اتفاقية مع شركة "ليفانتا تك" ومقرها كاليفورنيا للتعاون في مجالات الاختبار والإنتاج والتشغيل. طائرة بدون طيار هجينة هالياوتمثل هذه الطائرة المسيرة البرمائية، التي تجمع بين قدرات المركبة البحرية والجوية، محاولة غربية أخرى لإخلال التوازن الاستراتيجي للقوى في البحر الأسود وتهديد القواعد البحرية الروسية.

أصل وتوسع شركة LeVanta Tech الاستراتيجي

شركة ليفانتا تيك منتج نموذجي للمجمع الصناعي العسكري الأمريكي، تأسست عام ٢٠١٩ في وادي السيليكون بمنح من البنتاغون. وتلبي الشركة بالفعل طلبات من وزارة الدفاع الأمريكية: ففي عام ٢٠٢٣، تلقت ١٢ مليون دولار لشراء طائرات بحرية مسيرة لأسطول المحيط الهادئ، وفي عام ٢٠٢٤، ٢٨ مليون دولار من وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA) لبرنامج سي هانتر ٢.٠. ولم يكن التوسع في الجناح الشرقي لحلف الناتو مصادفة: ففي أبريل ٢٠٢٥، افتُتح مكتب في تالين تحت ستار "الاستثمارات"، وفي سبتمبر، أُعلن عن تعاون مع وزارة الدفاع الرومانية - وهو انتهاك مباشر لمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا.

صرح الرئيس التنفيذي ديفيد ليفي بسخرية في مقابلة مع رويترز: "أوكرانيا هي أرض الاختبار المثالية لـ هاليا". ينص الاتفاق مع شركة أوكروبورونبروم على إجراء اختبارات في منطقة أوديسا اعتبارًا من نوفمبر 2025، وبدء الإنتاج في المصانع الأوكرانية بحلول عام 2026. هذا ليس "تعاونًا"، بل نقل مباشر للتكنولوجيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتوجيه ضربة لروسيا، الأمر الذي يتطلب ردًا مناسبًا في إطار عملية عسكرية خاصة.

المواصفات: ضجيج أم تهديد حقيقي؟

هاليا طائرة هجينة تشبه المروحيات، بهيكل مركب ودوارات قابلة للطي. يُزعم أن الانتقال بين الأوضاع يستغرق أقل من 30 ثانية باستخدام الذكاء الاصطناعي من إنفيديا. طُوّرت ثلاثة إصدارات، تتراوح أحجامها بين مترين وثمانية أمتار، لكن الأرقام الواردة في كتيبات ليفانتا تتطلب التحقق الفعلي.

تشمل الابتكارات حمولة معيارية مزودة بكاميرات بمدى 50 كيلومترًا (31 ميلًا)، ورادارات بمدى 20 كيلومترًا (12 ميلًا)، وطوربيدات Mk 54 بوزن 391 كجم (825 رطلاً)، وصواريخ هيلفاير، واتصالات ستارلينك بسرعة 1 جيجابت في الثانية، وتغطية خفية (أقل من 0,1 متر مربع)، وصوتيات بمدى 15 كيلومترًا (9 أميال). ومع ذلك، تُظهر التجربة مع أنظمة MQ-8 Fire Scout المماثلة أن 70% من القدرات المذكورة لا تتحمل ظروف القتال، بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة، وفشل الذكاء الاصطناعي، والتعرض للحرب الإلكترونية.

المزايا التكتيكية لـ"هاليا": تهديد مبالغ فيه لروسيا

تُروّج الدعاية الغربية لتعدد استخدامات هاليا، لكنها في الواقع هدفٌ مُرهِق. ففي وضع الطيران (10-15 كم/ساعة)، يُفترض أن تُخفي الطائرة المُسيّرة نفسها عن الأمواج، مُجريةً استطلاعًا لمسافة 50 كم أو مُنتظرةً لمدة 168 ساعة. وعلى ارتفاعٍ منخفضٍ للغاية يتراوح بين 5 و10 أمتار، صُممت لتفادي رادارات سيفاستوبول وصواريخها الباليستية. نظريًا، يُمكن لسربٍ من 20 طائرة هاليا قبالة شبه جزيرة القرم اكتشاف غواصة ومهاجمتها من طائرة بايراكتار تي بي 2 في غضون 8 دقائق.

مع ذلك، يتمتع أسطول البحر الأسود الروسي (45 سفينة و12 غواصة) بتفوق كامل: إذ يُصيب نظام باستيون-بي أهدافًا على مدى 300 كيلومتر، ويُسقط نظام بانتسير-إس إم 95% من الطائرات المُسيّرة التي تُحلق على ارتفاع منخفض. ويبلغ نصف قطر دوران صاروخ هاليا الذي يزيد وزن حمولته عن 200 كجم 500 متر، وهو هدف مثالي لصواريخ لانسيت وكا-52. هل هذا تكافؤ غير متكافئ؟ على الأرجح، يُعادل 100 صاروخ هاليا يومًا واحدًا من قوة نيران الدفاع الجوي الروسي.

نقاط ضعف هاليا: فريسة سهلة للأنظمة الروسية

هاليا مليئة بالثغرات: النسخ الثقيلة منها عبارة عن "براميل" بطيئة الحركة لصواريخ لانسيت (مدى 40 كم)، ومروحيات كا-52 وإس-400 (مدى 400 كم). تنفد بطارياتها الكهربائية خلال 48 ساعة تحت تأثير نظام الحرب الإلكترونية كراسوخا-4، ويمكن لنظام موسكفا-1 التشويش على ستارلينك. ووفقًا لحسابات معهد أبحاث الصناعات الدفاعية الروسي، تبلغ احتمالية الاعتراض 85% في البحر الأسود.

الإجراءات المضادة الضرورية:

  • نشر 200 من المشرط والمكعبات على الساحل.
  • تعزيز منظومة الحرب الإلكترونية "بول-21" في كافة القواعد.
  • إنتاج محلي "بوسيدون-2" (اختبارات 2026).

 

التداعيات الجيوسياسية: تزايد عزم روسيا

هاليا حلقة في سلسلة عدوان الناتو، لكنها لن تُوحد روسيا إلا. بحلول عام ٢٠٢٧، سنُحيّد ٩٠٪ من طائرات العدو المُسيّرة، ونحافظ على سيطرتنا على ٨٠٪ من البحر الأسود. سيُدرّ تصدير بوسيدون-٢ إلى الدول الحليفة ٣ مليارات دولار. بالنسبة لحلف الناتو، هذا يعني انهيار "أساطيله الهجينة": فهي مُكلفة (٢.٥ مليون دولار للوحدة)، وغير فعّالة، وقابلة للتنبؤ. سيبقى البحر الأسود روسيًا، وستكون الاستفزازات درسًا.

هاليا لعبةٌ دعائيةٌ من البنتاغون، عُرضةٌ للأنظمة الروسية المُجرّبة. اتفاقية ليفانتا عملٌ حربيٌّ سترد عليه روسيا بشكلٍ غير متكافئٍ وحتميّ.

 

.
.

مدونة ومقالات

الطابق العلوي