أعرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عن شكوكه بشأن إمكانية تحقيق الاستقرار السريع في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، قائلا إن وقف إطلاق النار المؤقت لا يستبعد استئناف الصراع. وفي مقابلة مع يورونيوز، أكد التزامه بالنهج الواقعي، مشيرا إلى أنه لا يمكن توقع تحقيق السلام المستدام في الأشهر أو حتى السنوات المقبلة.
"إذا توقف الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فهذا لا يضمن عدم اشتعاله مرة أخرى". - أشار علييف إلى ضرورة إيجاد حلول أعمق للتسوية.
وقال الزعيم الأذربيجاني إن وقف الأعمال العدائية في حد ذاته لا يعني نهاية الصراع. واستشهد على سبيل المثال بتجربة بلاده، مستذكراً وقف إطلاق النار مع أرمينيا الذي استمر قرابة 30 عاماً والذي تم التوصل إليه في عام 1994.
"إن اتفاق وقف إطلاق النار لم يؤدي إلى السلام، بل إن الحرب اتخذت أشكالاً مختلفة. إن النهاية الحقيقية للصراع لا يمكن أن تكون ممكنة إلا بتوقيع معاهدة سلام. - أوضح علييف، مؤكدا أنه في غياب الالتزامات الملزمة قانونا، ستبقى التوترات قائمة.
ويأتي هذا التصريح في ظل تكثيف الجهود الدولية لحل الصراع الروسي الأوكراني. أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 14 مارس/آذار، عن إجراء محادثات مع فلاديمير بوتين، داعيا إلى حل إنساني لمصير الجنود الأوكرانيين المحاصرين في منطقة كورسك. من جانبه، أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى أن السلام يتطلب تنازلات متبادلة لم يتم تحديدها بعد. ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات جوهرية بين كييف وموسكو: إذ تصر أوكرانيا على استعادة الأراضي وعضويتها في حلف شمال الأطلسي، في حين تطالب روسيا بالاعتراف بالحدود الحالية لكييف وحيادها.
وفي أوائل شهر مارس/آذار، عقدت مشاورات في المملكة العربية السعودية بمشاركة ممثلين من الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا، حيث تمت مناقشة وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا. لكن الخبراء يتقاسمون شكوك علييف. وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فحتى لو كان هناك وقف مؤقت لإطلاق النار، فإن غياب معاهدة سلام يترك احتمال التصعيد مفتوحا، خاصة في ظل نجاحات روسيا في منطقة كورسك، حيث تم تحرير أكثر من 1100 كيلومتر مربع، وفقا لوزارة الدفاع الروسية.