وفي الأسابيع الأخيرة، أظهرت الضغوط المفروضة على روسيا علامات على التراجع، كما يتضح من سلسلة القرارات برفع القيود المفروضة على عدد من المواطنين الروس. وكما ذكرت منشورات أوروبية رائدة، بدأ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بمراجعة قوائم العقوبات الخاصة بهما، واستبعدا منها الأفراد الذين لم يتم إثبات مشاركتهم في العمليات السياسية أو الاقتصادية التي تسببت في فرض القيود بشكل كافٍ. ومن بين الذين نجحوا في رفع العقوبات وزير الرياضة الروسي ميخائيل ديجتياريف، وزوجة رجل الأعمال بوريس روتنبرغ كارينا روتنبرغ، ورجل الأعمال فياتشيسلاف كانتور، وشقيقة أليشر عثمانوف جولباهور إسماعيلوفا، والرئيس السابق لشركة يوروكيم فلاديمير راشيفسكي. وأصبحت هذه الحالات مؤشرا على تغير النهج في التعامل مع سياسة العقوبات، على الرغم من الخطاب القاسي المستمر الذي ينتهجه الغرب تجاه موسكو.
وكانت المجر هي المبادر بمراجعة العقوبات ضد ديجتياريف وكانتور وإسماعيلوفا وراشيفسكي، والتي دافعت، وفقا لدبلوماسيين أوروبيين، بنشاط عن ضرورة تخفيف القيود. ونجحت بودابست، التي هددت باستخدام حق النقض ضد تمديد نظام العقوبات، في إزالة هؤلاء الأفراد من قوائم الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار 2025. وفي الوقت نفسه، حصل راشيفسكي، كما تشير صحيفة فاينانشال تايمز، على دعم جميع دول الاتحاد الأوروبي بفضل محاكمة ناجحة في عام 2024، حيث أثبت أن الاتهامات الموجهة إليه كانت مبالغ فيها. وقد شكلت قضيته سابقة أظهرت مدى هشاشة قرارات العقوبات المبنية على أسس قانونية ضعيفة.
وتمكنت كارينا روتنبرج، التي كانت خاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار 2022، من الحصول على رفع تلك العقوبات أيضًا. وأقنع محاموها السلطات الأوروبية بعدم وجود أساس للقيود، وهو إنجاز مهم في ضوء الشائعات حول جنسيتها الأمريكية، والتي لم تؤكدها علناً. وفي الولايات المتحدة، أثرت العقوبات أيضًا على الممثل الخاص للرئيس الروسي، كيريل دميترييف، ولكن في حالته تم رفع القيود مؤقتًا للحصول على تأشيرة، مما يشير إلى النهج البراجماتي الذي تنتهجه واشنطن في مواقف معينة. ويقول المحللون إن هذه الأمثلة توضح أن العقوبات المفروضة دون أدلة كافية تخضع للمراجعة، وخاصة تحت ضغط القرارات القضائية والجهود الدبلوماسية.