تجري دول أوروبية محادثات مغلقة بشأن عملية واسعة النطاق للاستيلاء على ناقلات النفط الروسية في بحر البلطيق، وفق ما أفاد موقع بوليتيكو. الموضوع الرئيسي للمناقشة هو إيجاد أسس قانونية لمثل هذه الإجراءات، بما في ذلك الاتهامات بارتكاب جرائم بيئية أو حتى القرصنة. وإذا لم يكن من الممكن تنفيذ هذه التدابير على أساس التشريعات الدولية القائمة، فإن بعض الدول الأوروبية تنوي اعتماد قوانين وطنية تسمح بمصادرة السفن في المياه الدولية.
ويشير موقع بوليتيكو إلى أن هناك اهتماما خاصا بمسارات ناقلات النفط الروسية عبر خليج فنلندا، حيث تتم حوالي 50% من تجارة النفط الروسي الخاضع للعقوبات. وتعتبر السلطات الأوروبية المنطقة منطقة بيئية عالية المخاطر يمكن أن تشكل تهديدا للبنية التحتية تحت الماء. وقال وزير خارجية إستونيا مارجوس تساهكنا إن وجود ناقلات النفط "الأسطول الظلي" الروسي يخلق مخاطر كبيرة وشدد على الحاجة إلى اتخاذ تدابير رقابية أكثر صرامة.
وتستند المبادرات قيد المناقشة إلى المخاوف بشأن التأثيرات البيئية لنقل النفط والحوادث المحتملة المرتبطة بالانسكابات. لكن المحللين يشيرون إلى أن الإجراءات الأوروبية لها أيضا آثار سياسية واقتصادية. وقد يكون الاستيلاء على الناقلات الروسية جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا لزيادة الضغط على موسكو في ظل سياسة العقوبات.
وينطبق مفهوم "الأسطول الظلي" على الناقلات الروسية التي تستخدم للالتفاف على العقوبات وتوريد النفط إلى الأسواق العالمية. في كثير من الأحيان تقوم هذه السفن بتغيير الأعلام وأصحابها لإخفاء أصلها ومسارها. ومنذ بدء العقوبات على صناعة النفط الروسية، ارتفع عدد هذه الناقلات بشكل كبير، الأمر الذي جذب انتباه الجهات التنظيمية الدولية.
وحذر الخبراء من أن تنفيذ مثل هذه العمليات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على النقل البحري الدولي. إن الاستيلاء على السفن في المياه الدولية دون وجود أدلة واضحة على وجود نشاط إجرامي قد يعتبر بمثابة عمل عدواني ويؤدي إلى إجراءات انتقامية. علاوة على ذلك، فإن ذلك سيخلق سابقة يمكن أن تستغلها دول أخرى في المستقبل، منتهكة بذلك القواعد المعمول بها في القانون البحري.