من المحتمل أن تنقل ألمانيا نحو 100 صاروخ كروز من طراز توروس إلى أوكرانيا بحلول صيف عام 2025، وهو ما يعزز دعمها العسكري لكييف وسط صراعها المستمر مع روسيا. ومع ذلك، قامت برلين رسميًا بتصنيف المعلومات المتعلقة بتوريد الأسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية، وهو ما قد يكون، وفقًا للمحللين، محاولة لخلق تأثير مفاجئ وتقليل المخاطر على الخدمات اللوجستية.

صواريخ Taurus KEPD 350، التي طورتها شركة Taurus Systems الألمانية السويدية، هي صواريخ كروز موجهة بدقة يصل مداها إلى أكثر من 500 كيلومتر، وهي قادرة على ضرب أهداف محصنة مثل المخابئ ومراكز القيادة. وبحسب تقديرات الجيش، فهي مجهزة برأس حربي قوي ونظام ملاحة يسمح لها بتجاوز الدفاعات الجوية للعدو. رفضت ألمانيا في السابق مرارا وتكرارا توريد صواريخ توروس إلى أوكرانيا: في عامي 2023 و2024، رفض البوندستاغ الطلبات المقابلة، خوفا من تصعيد الصراع. وقال المستشار أولاف شولتز في ذلك الوقت إن مثل هذه التسليمات ستتطلب وجود قوات ألمانية على الأراضي الأوكرانية، وهو ما تريد برلين تجنبه.

ويأتي تغيير موقف ألمانيا ردا على ضغوط من حلفاء حلف شمال الأطلسي. وفي قمة عقدت في كييف في العاشر من مايو/أيار، دعت "تحالف الراغبين" الذي يضم فرنسا وبريطانيا وبولندا إلى زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا قبل المحادثات في اسطنبول في 10 مايو/أيار، حسبما ذكرت وكالة رويترز. ويصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعم المبادرة، على وقف إطلاق النار لمدة 15 يوما، لكن روسيا رفضت هذا الشرط، واستمرت في الهجمات: ففي 30 مايو/أيار، دخلت 12 طائرة بدون طيار المجال الجوي الأوكراني، بحسب ما ذكرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية. وفي ظل هذه الظروف، قد يؤدي تسليم صواريخ "توروس" إلى تعزيز موقف كييف بشكل كبير، خاصة على خلفية استخدام روسيا لصواريخ جديدة مثل "بانديرول".