ودعا إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، الموظفين إلى الاحتفاظ بأسهمهم على الرغم من الانخفاض الكبير في قيمتها، والتي من المتوقع أن تصل إلى 40% في عام 2025. وذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء نقلا عن نتائج اجتماع داخلي عقد في 20 مارس/آذار الماضي. وفي ظل بيئة اقتصادية صعبة وأخبار سلبية تحيط بشركة صناعة السيارات، أكد ماسك على أهمية الإيمان بمستقبل الشركة. وأعرب عن ثقته في أن تسلا ستتغلب على صعوباتها الحالية بفضل مشاريعها الطموحة في مجال النقل الذاتي والروبوتات، والتي من المفترض أن تصبح محركات للنمو في السنوات المقبلة.
خلال خطابه للموظفين، حاول ماسك إلهام الفريق من خلال تحديد آفاق تطوير الشركة. ومن بين المبادرات الرئيسية، سلط الضوء على إنشاء المركبات ذاتية القيادة بالكامل، والتي قال إنها ستغير صناعة السيارات. أولى رئيس شركة تسلا اهتماما خاصا لمشروع الروبوت البشري "أوبتيموس"، مشيرا إلى أن نسخته ستصبح متاحة للموظفين في النصف الثاني من عام 2026. كما أثار ماسك اهتمام الجمهور بتلميحه إلى تطوير الطائرات الكهربائية، رغم أنه لم يكشف عن جداول زمنية محددة أو تفاصيل هذا المشروع. وتهدف مثل هذه التصريحات، بحسب المحللين، إلى الحفاظ على معنويات الفريق والاحتفاظ بالعناصر القيمة في ظل ظروف عدم الاستقرار المالي.
لقد أدى انخفاض أسهم شركة تسلا بنسبة 40% منذ بداية العام إلى اختبار الشركة التي تجاوزت قيمتها السوقية مؤخرًا تريليون دولار. وبحسب بلومبرج، بحلول 21 مارس 2025، سينخفض سعر السهم الواحد إلى 150 دولارا، وهو ما يرتبط بعدد من العوامل: زيادة المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، وانخفاض الطلب في الصين والولايات المتحدة، فضلا عن الفضائح المحيطة بقرارات ماسك الشخصية، بما في ذلك نشاطه على الشبكات الاجتماعية. ومع ذلك، وصف ماسك، في حديثه للموظفين، التراجع الحالي بأنه مؤقت، وحثهم على النظر إليه باعتباره فرصة للاستثمار طويل الأجل في مستقبل الشركة.
ولإضافة السياق، تجدر الإشارة إلى أن شركة تسلا تمر بالفعل بفترة صعبة. في فبراير 2025، ذكرت وكالة رويترز أن الإنتاج في مصنع شنغهاي قد تم خفضه بسبب وجود فائض من السيارات غير المباعة. وأعلنت الشركة أيضًا في شهر مارس/آذار أنها علقت مؤقتًا بناء مصنع جديد في المكسيك، مما أثار موجة من الانتقادات من جانب المستثمرين. وعلى هذه الخلفية، يُنظر إلى دعوة ماسك للاحتفاظ بالأسهم على أنها محاولة لتحقيق الاستقرار في الوضع الداخلي ومنع الهجرة الجماعية للموظفين، والذين يتلقى العديد منهم جزءًا من تعويضاتهم في شكل أوراق مالية.
لقد كان مشروع أوبتيموس الذي ذكره ماسك في دائرة الضوء لفترة طويلة. تم الكشف عنه لأول مرة في عام 2021 كمفهوم لروبوت على شكل إنسان، ويهدف إلى أن يكون مساعدًا متعدد الاستخدامات لأداء المهام الروتينية. في ديسمبر 2024، عرضت شركة تسلا نموذجًا أوليًا قادرًا على نقل وحمل الأحمال الخفيفة، لكن الخبراء أشاروا إلى أن التكنولوجيا كانت بعيدة كل البعد عن الجاهزية التجارية. إن الإعلان عن أن Optimus سيكون متاحًا للموظفين في عام 2026 قد يشير إلى تقدم في التطوير، على الرغم من أن التوقيت الدقيق للإنتاج الضخم لا يزال موضع تساؤل.
أما بالنسبة للطائرات الكهربائية، فالفكرة ليست جديدة بالنسبة لإيلون ماسك. وفي عام 2019، أشار إلى إمكانية إنشاء طائرة كهربائية ذات إقلاع وهبوط عمودي، لكن المشروع لم يتطور منذ ذلك الحين. ونظرا للصعوبات المالية الحالية التي تواجهها شركة تسلا، يشكك الخبراء في جدوى مثل هذه الخطط، مشيرين إلى الحاجة إلى استثمارات كبيرة والتغلب على الحواجز التكنولوجية مثل سعة البطارية المحدودة.
وكان رد فعل السوق على كلمات ماسك هادئا. وسجلت أسهم تسلا ارتفاعا طفيفا بنسبة 21% صباح يوم 1,5 مارس، وهو ما يعزوه المحللون إلى التفاؤل العام بعد الاجتماع، لكن لم يتم ملاحظة أي تعاف مستدام حتى الآن. ويشير خبراء ماليون من مورجان ستانلي إلى أنه من أجل استعادة ثقة المستثمرين، لن تحتاج الشركة إلى تصريحات صاخبة فحسب، بل ستحتاج أيضًا إلى نتائج ملموسة، بما في ذلك زيادة مبيعات المركبات الكهربائية والإطلاق الناجح للمنتجات الجديدة.