أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن غارة إسرائيلية على مجمع نووي في مدينة أصفهان الإيرانية ألحقت أضرارًا جسيمة. وألحقت الغارة أضرارًا بستة مبانٍ، منها مصنعان لمعالجة اليورانيوم، ومختبران للأبحاث، ومنشأة لتخزين المواد النووية. ورغم حجم الدمار، أكدت الوكالة أن المنشآت التي تعرضت للهجوم تحتوي على كميات ضئيلة من المواد النووية، وأن أي تلوث إشعاعي محتمل اقتصر على المجمع.
بدورها، تنفي السلطات الإيرانية أن يكون للهجوم عواقب وخيمة. وصرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، بأن الهجوم لم يتسبب في تسرب إشعاعي أو أضرار جسيمة للبرنامج النووي للبلاد. ومع ذلك، أعرب خبراء مستقلون عن قلقهم، مشيرين إلى المخاطر المحتملة على البيئة والصحة العامة في حال تضرر المنشآت المرتبطة بالمواد النووية.
كان الهجوم على أصفهان أحدث حلقة في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، والذي بلغ مستوىً جديدًا من التوتر في يونيو/حزيران 2025. تتهم إسرائيل طهران بتطوير أسلحة نووية، وقد ضربت مرارًا مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. ردّت إيران بهجمات انتقامية، شملت إطلاق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية، مما أسفر عن سقوط ضحايا ودمار في كلا الجانبين. يُؤكد الهجوم على أصفهان، أحد أهم مراكز الأبحاث النووية في إيران، عزم تل أبيب على إحباط التطوير النووي لطهران.
يقول مسؤولون إيرانيون إن مجمع أصفهان النووي في وسط إيران يلعب دورًا رئيسيًا في برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية. لكن الدول الغربية وإسرائيل تشتبه في إمكانية استخدام هذه المنشأة لصنع أسلحة نووية. ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، زادت إيران إنتاجها من اليورانيوم المخصب في السنوات الأخيرة، مما أثار قلقًا دوليًا وشكّل عاملًا في رد الفعل العسكري الإسرائيلي.