أخبار

كندا تبدأ حربًا تجارية ضد الولايات المتحدة

أعلنت كندا عن فرض رسوم جمركية انتقامية على سلع أميركية بقيمة 29,8 مليار دولار ردا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على واردات الصلب والألمنيوم الكندي. وأعلن عن ذلك في 12 مارس/آذار 2025 وزير المالية الكندي دومينيك لوبلان، الذي أكد أن مثل هذه الإجراءات خطوة ضرورية لحماية المصالح الوطنية. وستؤثر الرسوم الجمركية الجديدة على مجموعة واسعة من المنتجات الأميركية، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة، مما يمثل أحدث جولة من التوترات التجارية بين البلدين الجارين.

وقال لوبلانك إن قرار ترامب بفرض رسوم جمركية على المعادن صباح يوم 11 مارس/آذار اعتبرته أوتاوا "غير معقول وغير مقبول". وتعتزم السلطات الكندية محاكاة تصرفات واشنطن من أجل تقليل الأضرار التي قد تلحق باقتصادها، الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى الولايات المتحدة. ويتجاوز حجم التجارة اليومية بين البلدين 3,6 مليار دولار، وأي قيود لها تأثير خطير على الجانبين. وأشار لوبلانك إلى أن المستهلكين الأميركيين سوف يشعرون أيضاً بتأثير ارتفاع أسعار السلع لأن تكاليف الاستيراد تنتقل إليهم حتماً.

وكانت هذه الخطوة جزءا من استراتيجية كندا الأوسع نطاقا ردا على سياسات ترامب التجارية. وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو عن خطط لفرض رسوم جمركية على ما يصل إلى 155 مليار دولار من الصادرات الأميركية، وتقسيمها إلى مرحلتين: الأولى، بقيمة 30 مليار دولار، دخلت حيز التنفيذ منذ فبراير/شباط، والثانية، بقيمة 125 مليار دولار، من المقرر أن تبدأ في وقت لاحق. لكن بعد التصعيد مع فرض الرسوم الجمركية على المعادن، سارعت أوتاوا إلى تسريع العملية، مع التركيز على التدابير الفورية. وتشمل القائمة سلعا مثل عصير البرتقال وزبدة الفول السوداني والويسكي والصلب والأجهزة المنزلية، بحسب شبكة سي بي سي نيوز، ومن المتوقع أن تؤثر على الشركات المصنعة الأميركية.

وتصاعد الصراع بعد أن ربط ترامب الرسوم الجمركية بضرورة مكافحة تدفق الفنتانيل عبر الحدود الكندية، على الرغم من أن أقل من 1% من المخدرات تأتي من كندا، وفقا لدائرة الجمارك الأميركية، مع بقاء المكسيك المصدر الرئيسي. ووصف ترودو الاتهامات بأنها "بعيدة عن الواقع" واتهم الولايات المتحدة بمحاولة الضغط اقتصاديا. وردا على تهديد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على المعادن إلى 50% في 11 مارس/آذار، وافقت كندا بسرعة على التدابير الجديدة، حتى أن أونتاريو فكرت في رفع أسعار صادرات الكهرباء إلى الولايات المتحدة، لكنها تخلت عن ذلك لاحقا بعد مفاوضات مع الجانب الأميركي.

وأفادت وكالة رويترز للأنباء أن الحرب التجارية تسببت بالفعل في تقلبات في الأسواق المالية، مع انخفاض الدولار الكندي والبيزو المكسيكي وانخفاض الأسهم الأميركية بسبب المخاوف بشأن التضخم. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي لكندا بنسبة 0,3% على المدى الطويل إذا لم يتم حل النزاع. في هذه الأثناء، أشار ترامب إلى استعداده لاتخاذ خطوات أخرى، بما في ذلك فرض رسوم جمركية على السيارات، إذا لم ترفع كندا تدابيرها المضادة، مما يعرض مستقبل اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا للخطر. وفي حين تتبادل الأطراف التصريحات القاسية، تستعد الشركات والمستهلكون لواقع اقتصادي جديد.

.

مدونة ومقالات

الطابق العلوي