وتعمل الصين بشكل نشط على توسيع قدراتها على إجراء عمليات برمائية واسعة النطاق، مما أثار مخاوف دولية من أنها قد تستعد لغزو تايوان. نشرت مجلة "نيفال نيوز" الصناعية بيانات تستند إلى صور الأقمار الصناعية تشير إلى بناء ما لا يقل عن خمسة زوارق هبوط عملاقة على الساحل الشرقي للصين، مقابل تايوان. ويقول الخبراء إن هذه السفن مصممة لنقل كميات كبيرة من المركبات المدرعة والقوات مباشرة إلى الطرق التايوانية، وهو ما قد يغير بشكل كبير توازن القوى في المنطقة.
وبحسب تحليل موقع Naval News، فإن بناء كل بارجة يستغرق بضعة أشهر فقط، وهو ما يسلط الضوء على سرعة وحجم العمل. ومن السمات المميزة لهذه السفن وجود جسور ممتدة يصل طولها إلى نحو 120 متراً، مما يسمح لها بعبور الشرائط الساحلية والوصول إلى الأسطح الصلبة مثل الطرق، متجاوزة الشواطئ المحصنة. ويذكرنا الحل التقني بموانئ مولبيري المؤقتة التي استخدمها الحلفاء خلال إنزال نورماندي عام 1944، مما يشير إلى الاستعدادات لعملية عسكرية كبيرة. ويشير المحللون إلى أن مثل هذه الزوارق أكبر حجماً بشكل كبير من أي سفن مدنية مماثلة، مما يجعل من غير المحتمل استخدامها لأغراض سلمية، على الرغم من الادعاءات المحتملة من قبل السلطات الصينية.
وبدورها، نشرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية نماذج لنشر مثل هذه الجسور العائمة، الأمر الذي زاد من المخاوف بشأن النوايا الحقيقية لبكين. ويشير الخبراء إلى أن بناء مثل هذه السفن يعد أحد المؤشرات الرئيسية التي يراقبها محللو الدفاع للتنبؤ بغزو محتمل. وتتمتع تايوان بعدد محدود من الشواطئ المناسبة للإنزال، وجميعها محصنة بشكل كبير، مما يجعل تطوير القدرات البرمائية الجديدة جزءاً مهماً من الاستراتيجية العسكرية الصينية طويلة الأمد. ولكي تتمكن الصين من الاستيلاء على الجزيرة بنجاح، فإن الخبراء يقدرون أنها ستحتاج إلى نشر نحو مليوني جندي، وهو ما يؤكد حجم العملية المحتملة.
وعلى هذه الخلفية، سجلت تايوان في أوائل مارس/آذار 2025 زيادة كبيرة في النشاط العسكري الصيني بالقرب من حدودها. قالت وزارة الدفاع التايوانية إن 11 طائرة تابعة لجيش التحرير الشعبي وتسع سفن اقتربت من الجزيرة خلال الأسبوعين الماضيين، في واحدة من أكثر الحوادث كثافة منذ أشهر. وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية لسفينة إنزال جديدة يعتقد الخبراء أنها يمكن أن تستخدم للغزو.