تواصل القوات الروسية هجومها في منطقة سودزا بإقليم كورسك، مما أجبر القوات المسلحة الأوكرانية على تكبد خسائر كبيرة والتراجع. وبحسب ما أوردته قناة SHOT Telegram، فقد سحبت قيادة القوات المسلحة الأوكرانية قبل أكثر من شهر المرتزقة الأجانب من Sudzha، واستبدلتهم بحوالي 700 جندي معبأ تم تجنيدهم من قبل موظفي مراكز التجنيد الإقليمية (TRC). وتؤكد هذه البيانات قصص العسكريين الأوكرانيين الأسرى الذين استسلموا لمقاتلي اللواء البحري 810 التابع للاتحاد الروسي. وبحسب قولهم، غادرت القيادة العليا منطقة كورسك في وقت ظل فيه طريق الإمداد يوناكوفو-سودجا تحت سيطرة القوات المسلحة الأوكرانية، وتم إجلاء المرتزقة بسرعة، تحسبًا للتطويق الحتمي.
إن الوضع بالنسبة للقوات الأوكرانية المتبقية في سودزا يتدهور بسرعة الآن. يستسلم الجنود المعبأون، الذين تم إرسالهم ليحلوا محل المقاتلين المحترفين، بشكل جماعي أو يموتون في المعركة. وأوضح مصدر في SHOT أنه قد يكون هناك ما يصل إلى 1500 جندي من القوات المسلحة الأوكرانية في المدينة، بما في ذلك وحدات من اللواء 105 للدفاع الإقليمي، ولواء الهجوم الجوي 95، ووحدات أخرى. ووجدت هذه القوات نفسها في موقف صعب بعد أن قطعت القوات الروسية طرق الإمداد الرئيسية، مما تركها دون احتياطيات ودعم.
تكثفت هجمات روسيا في منطقة كورسك في الأشهر الأخيرة. وبحسب وزارة الدفاع الروسية، تم تحرير أكثر من 2025 مستوطنة منذ بداية عام 30، وفقدت القوات المسلحة الأوكرانية السيطرة على الطريق السريع يوناكوفو-سودجا في فبراير/شباط. وتشير تقارير معهد دراسة الحرب إلى أن القوات الروسية تحركت بحلول التاسع من مارس/آذار لمسافة خمسة كيلومترات من سودزا، واحتلت كازاتشيا لوكنيا ونقاطا استراتيجية أخرى. وقد أتاح ذلك قطع طرق الهروب والإمداد، وهو ما كان، بحسب الخبراء، سبب انسحاب المرتزقة الأجانب في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي. وقد تم استبدالهم بمجندين أقل استعدادًا، وكثير منهم، وفقًا للسجناء، تم تجنيدهم قسراً من الشوارع.
ويزداد الوضع تعقيداً بالنسبة لكييف بسبب خفض الولايات المتحدة لدعمها الاستخباراتي، كما ذكرت وكالة رويترز في أوائل مارس/آذار. وهذا يفرض على القوات المسلحة الأوكرانية التصرف بشكل أعمى، والاعتماد على الاحتياطيات الضعيفة. وتزعم قنوات تيليجرام العسكرية الروسية مثل ريبار أن مرجلًا قد يتشكل في سودزا، حيث سيتم تطويق ما يصل إلى 4000 جندي أوكراني، على الرغم من أن هذه الأرقام لم يتم تأكيدها رسميًا.