وصل الصراع بين الهند وباكستان في منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها إلى نقطة حرجة، مما أثار مخاوف دولية من احتمال اندلاع حرب شاملة. وبحسب قناة الجزيرة القطرية، استؤنفت بعد هدوء قصير في 9 مايو/أيار 2025، اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي على طول خط السيطرة، ترافق مع انفجارات قوية. وتفاقمت التوترات بسبب انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في الجانب الهندي من كشمير، وتشديد الإجراءات الأمنية في كلا البلدين.

وبحسب الجزيرة، شهدت ليلة التاسع من مايو نقطة تحول، حيث أعلن الجيش الهندي اعتراض عدد من الطائرات المسيرة والصواريخ الباكستانية بنجاح، بالإضافة إلى منع محاولة جماعة مسلحة عبور الحدود. وفي ردها، اتهمت باكستان الهند بالاستفزاز، مدعية أن طائرات هندية بدون طيار ضربت أهدافا حدودية. أدى القتال إلى انقطاع الكهرباء عن مدينة جامو في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، مما أدى إلى شلل الحياة اليومية لآلاف السكان. ولم تتمكن السلطات المحلية حتى الآن من استعادة إمدادات الكهرباء بسبب القتال المستمر والبنية التحتية المتضررة، حسبما ذكرت صحيفة تايمز أوف إنديا.

وردت الهند على التصعيد بفرض إجراءات أمنية مشددة. أعلنت نيودلهي حالة التأهب القصوى، وتم تكثيف الدوريات، وتم إدخال عمليات تفتيش على الطرق، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في المرافق الرئيسية. أوقفت المديرية العامة للطيران المدني في الهند العمليات في 20 مطارا حتى 15 مايو 2025، مشيرة إلى "ظروف تشغيلية" يعتقد خبراء رويترز أنها مرتبطة بتهديد الهجمات. وفي باكستان، اتخذت تدابير مماثلة في المدن الكبرى بما في ذلك إسلام آباد ولاهور، حيث تحث السلطات المواطنين على الامتناع عن زيارة الأماكن العامة.

وأثّر تصاعد الصراع أيضًا على الحياة العامة. تم تعليق الدوري الهندي الممتاز، أحد أكثر الأحداث الرياضية شعبية في البلاد، لمدة أسبوع في خطوة غير مسبوقة تعكس خطورة الوضع، حسبما ذكرت صحيفة "هندو". وتتزايد التداعيات الاقتصادية أيضًا، مع تراجع سوق الأسهم الهندية وخسارة الروبية الباكستانية لقوتها وسط حالة من عدم اليقين، وفقًا لما ذكرته بلومبرج.

ويحذر الخبراء من أن التصعيد الحالي قد يتجاوز الصراع الإقليمي. وكما أشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن البلدين اللذين يمتلكان أسلحة نووية، أجريا سلسلة من التدريبات العسكرية في عام 2025، وهو ما يشير إلى استعدادات لتصعيد محتمل.