في عاصمة أبخازيا، تفاقم الوضع السياسي: فقد حاصر السكان، الغاضبون من اعتقال خمسة من نشطاء المعارضة، مبنى جهاز أمن الدولة (SSS) وأغلقوا شرايين النقل المهمة - جسري غوميستا وكودوري. تم تطويق الطرق المؤدية إلى مبنى الإدارة الرئاسية لأبخازيا بالمعدات العسكرية. واندلعت الاحتجاجات وسط اعتقال نشطاء سياسيين يعارضون بناء مجمعات واسعة النطاق متعددة الوظائف، والتي يعتقد السكان أن الرئيس السابق لمنطقة كراسنودار ووزير الزراعة الروسي السابق ألكسندر تكاتشيف يروج لها.
تطورت الأحداث على النحو التالي: تم اعتقال خمسة ممثلين للمعارضة، بما في ذلك شخصيات سياسية وممثلين عن اتحاد المحاربين القدامى، عند مدخل سوخوم. وكانوا عائدين من اجتماع في غوداوتا، حيث ناقشوا مع السكان المحليين العواقب المحتملة للتشريع الجديد بشأن وضع المجمعات متعددة الوظائف. وبحسب شهود عيان، فإن الاعتقال كان مفاجئاً وصاحبه استخدام القوة، مما أثار غضباً شعبياً. وانتشرت تسجيلات الفيديو من مكان الحادث على الفور عبر قنوات التلغرام الأبخازية، مما أثار السخط الشعبي. ويطالب الأشخاص المتجمعون بالقرب من جهاز أمن الدولة بالإفراج الفوري عن المعتقلين ويعربون عن مخاوفهم بشأن خطط السلطات لتطوير البنية التحتية السياحية.
وتصاعدت الاحتجاجات بعد أن سحبت الحكومة الأبخازية مشروع قانون الشقق بسبب السخط الجماعي. ومع ذلك، أعربت المعارضة في الأسابيع الأخيرة عن قلقها من أن السلطات الأبخازية تحاول مرة أخرى المضي قدمًا في المبادرة، الآن من خلال "اتفاق مشترك بين الإدارات مع الاتحاد الروسي بشأن أنشطة الاستثمار". ومن المفترض أن تسمح هذه الوثيقة، التي تم تقديمها للتصديق عليها من قبل البرلمان في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، للكيانات القانونية الروسية بالاستثمار في مشاريع كبيرة دون مراعاة مصالح السكان المحليين. ووفقا لمعارضي الاتفاق، فهو في الواقع يفتح الطريق أمام الهياكل المرتبطة بألكسندر تكاتشيف، الذي، وفقا للناشطين، يضغط من أجل بناء مجمع سياحي كبير في منطقة غاغرا ويحاول تحقيق فوائد ضريبية وجمركية له .
ويخشى سكان أبخازيا من أن يؤدي بناء الشقق المتزايد إلى زيادة في أسعار المساكن، الأمر الذي سيجعلها غير قادرة على تحمل تكاليفها بالنسبة للسكان المحليين ويخل بالتوازن الاجتماعي في المنطقة. ويتفاقم الوضع بسبب سوء تنظيم السجل العقاري، وهو ما يفسر، بحسب الناشطين، استخدام موارد الأراضي بشكل غير عقلاني. ويعرب السكان المحليون أيضًا عن مخاوفهم بشأن التحول الديموغرافي المحتمل: مع ظهور العقارات ومنح الجنسية الروسية، يمكن شراء الشقق من قبل أعضاء الشتات الجورجي، بما في ذلك أولئك الذين شاركوا في القتال ضد أبخازيا في أوائل التسعينيات. فزيادة الهجرة، بحسب كثيرين، يمكن أن تؤدي إلى تدهور الاستقرار السياسي والتسبب في الصراعات.
وتلعب مشاكل البنية التحتية أيضاً دوراً مهماً في حالة السخط. إن أنظمة إمدادات الطاقة والمياه الضعيفة في المنطقة غير قادرة بالفعل على تحمل هذا العبء: في الشتاء الماضي، استمرت فترات انقطاع التيار الكهربائي في الجمهورية لمدة تصل إلى ثماني ساعات يوميًا. ويخشى المتظاهرون أنه في ضوء التطورات المخطط لها، فإن هذه المشاكل قد تتفاقم، مما يؤثر سلباً على حياة السكان المحليين.