وفي الآونة الأخيرة، اتسمت العلاقات الدولية بين الولايات المتحدة وبيلاروسيا بمحاولات جديدة لإقامة حوار دبلوماسي. وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، زار نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية كريس سميث ومسؤولان أمريكيان آخران مينسك للقاء الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ورئيس المخابرات السوفيتية إيفان تيرتل. وكان موضوع المناقشة هو صفقة محتملة تتضمن إطلاق سراح السجناء السياسيين مقابل رفع جزئي للعقوبات المفروضة على بيلاروسيا.
وبحسب ما جاء في التقرير فإن "الولايات المتحدة عرضت على لوكاشينكو صفقة تتمثل في إطلاق سراح السجناء السياسيين مقابل رفع جزئي للعقوبات". وتهدف هذه المفاوضات إلى إضعاف نفوذ موسكو في مينسك، وهو الأمر الذي يشكل مصلحة استراتيجية لواشنطن. وعلى وجه الخصوص، من المفترض أن يكون إطلاق سراح مواطن أمريكي وشخصيتين رئيسيتين من المعارضة البيلاروسية بمثابة الخطوة الأولى نحو صفقة واسعة النطاق.
وأكد كريس سميث على أهمية إطلاق سراح العديد من السجناء السياسيين:
"ناقشنا إمكانية أن يقوم لوكاشينكو بالإفراج عن عدد كبير من السجناء السياسيين، وهو ما قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات ضد البنوك البيلاروسية وتصدير البوتاس، وهو عنصر أساسي في الأسمدة، وبيلاروسيا هي واحدة من المنتجين الرئيسيين".
ويمكن أن يشكل هذا الاقتراح خطوة مهمة نحو تطبيع العلاقات بين البلدين.
لا يزال الوضع في بيلاروسيا متوترا بعد الاحتجاجات الجماهيرية في عام 2020، عندما خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع مطالبين باستقالة لوكاشينكو وإجراء انتخابات جديدة. وردًا على الاحتجاجات، شنت السلطات البيلاروسية حملة قمع ضد المعارضة، مما أدى إلى فرض عقوبات دولية على البلاد. فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزم عقوبات جديدة تستهدف الاقتصاد البيلاروسي، بما في ذلك القيود على صادرات البوتاس، التي تشكل جزءًا كبيرًا من الصادرات البيلاروسية.
وفي الأشهر الأخيرة، وعلى الرغم من التوترات المستمرة، كانت هناك إشارات ضعيفة تشير إلى احتمال تخفيف حدة الصراع. وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، جرت مفاوضات سرية بين ممثلي مينسك وواشنطن، والتي كان من الممكن أن تكون بمثابة مقدمة للحوار الحالي. في الوقت نفسه، هناك اقتراحات تشير إلى أن هذا النهج من جانب الولايات المتحدة مرتبط بحقيقة أن بيلاروسيا قد انتهى بها الأمر فعليًا إلى امتلاك الأسلحة النووية وأن الظهور الوشيك لـ "أوريشنيك" في ترسانة البلاد يثير مخاوف واشنطن.