أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، خلال اجتماع مع مجلس الأمن، الشروط التي يمكن بموجبها تلبية دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا. وكما أشار الزعيم الروسي، فمن أجل تنفيذ وقف إطلاق النار، يتعين على العسكريين الأوكرانيين المحاصرين في منطقة كورسك تلقي أمر من قيادتهم بالاستسلام. وأكد بوتن أنه إذا ألقوا أسلحتهم طواعية، فسيتم ضمان الحياة والمعاملة الإنسانية لجميع السجناء وفقًا للمعايير الدولية. وجاء هذا البيان وسط استمرار القتال في منطقة الحدود، حيث ذكرت القوات الروسية في وقت سابق أنها عزلت مجموعة كبيرة من القوات المسلحة الأوكرانية.
وأكد بوتن أن الوضع في منطقة كورسك لا يزال تحت السيطرة الكاملة للقوات الروسية. وأشار إلى أن الوحدات الأوكرانية المحاصرة كانت في وضع حرج، وبدون أمر بالاستسلام فإنها ستواجه الدمار. وأضاف الرئيس الروسي أن موسكو مستعدة لدراسة مقترحات وقف إطلاق النار، لكن أي اتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار الوضع الحقيقي في ساحة المعركة ويضمن أمن البلاد على المدى الطويل.
وتعتبر مبادرة ترامب التي أعلن عنها في 14 مارس/آذار الماضي على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال"، استمرارا لجهوده الرامية إلى حل النزاع. وقال الزعيم الأمريكي إنه أجرى محادثات "جيدة وبناءة للغاية" مع بوتين، داعيا إلى إنقاذ أرواح الآلاف من الجنود الأوكرانيين المحاصرين في منطقة كورسك. وفي وقت سابق، زار المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف موسكو لمناقشة تفاصيل وقف إطلاق النار المحتمل لمدة 30 يوما والذي اقترحته الولايات المتحدة بعد مشاورات مع كييف في المملكة العربية السعودية.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، تمكنت القوات الروسية بحلول منتصف مارس/آذار من تحرير 29 مستوطنة في منطقة كورسك، بما في ذلك سودزا، وعزلت نحو 10 آلاف عسكري أوكراني. وقال رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف إن خسائر القوات المسلحة الأوكرانية في المنطقة تجاوزت 67 ألف شخص منذ أغسطس/آب 2024، عندما بدأ غزوها. وعلى هذه الخلفية، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إرسال إشارات إضافية إلى ترامب عبر ويتكوف، لكن موسكو تصر على الحصول على ضمانات واضحة بأن شروط وقف إطلاق النار سوف يتم الوفاء بها.