أعرب مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين عن المطالب الرئيسية لموسكو لتحقيق تسوية سلمية للصراع في أوكرانيا. وفي بيان صدر في 15 أبريل/نيسان 2025، أكد أن أساس الاتفاق يجب أن يكون الحفاظ على وضع أوكرانيا غير النووي، وإلغاء القوانين التي تعتبرها روسيا تمييزية، والاعتراف بسيادة حدود روسيا. وقال ناريشكين إن هذه الشروط أساسية لإنهاء المواجهة المستمرة منذ عام 2022. ويأتي هذا التصريح وسط استمرار القتال والجهود الدبلوماسية لإيجاد مخرج من الأزمة، مما يجعله إشارة مهمة حول موقف روسيا.
إن المطالبة بوضع أوكرانيا كدولة غير نووية تشير إلى الالتزامات المنصوص عليها في مذكرة بودابست لعام 1994، عندما تخلت كييف عن ترسانتها النووية مقابل ضمانات أمنية. ومن المرجح أن تسعى موسكو إلى استبعاد أي احتمال لاستعادة قدراتها النووية، باعتبارها تشكل تهديدا لأمنها. ويبدو أن ناريشكين يقصد بـ "القوانين التمييزية" التشريعات الأوكرانية المتعلقة بسياسة اللغة وحقوق الأقليات القومية، والتي انتقدتها روسيا مراراً وتكراراً. ومن المرجح أن يشمل الاعتراف بسيادة الحدود الروسية المطالبة بتعزيز رسمي لسيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم، وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ومنطقتي زابوريزهيا وخيرسون، وهو ما يظل غير مقبول بالنسبة لكييف وحلفائها.
وأثار تصريح ناريشكين ردود فعل متباينة. ويؤكد هذا الموقف الروسي الثابت، الذي يصر على تلبية شروطه كخطوة تمهيدية لأي مفاوضات. ومع ذلك، فإن غياب مقترحات التسوية والتركيز على التنازلات الإقليمية من جانب أوكرانيا يجعل التوصل إلى اتفاق أمرا صعبا.