تواصل مجموعة القوات الروسية "الشمال" عملياتها الهجومية في منطقة كورسك، بعد أن حررت قرية زاوليشينكا وقرية غونتشاروفكا بالقرب من مدينة سودزا. وبحسب مصادر عسكرية، تم تطهير المنطقة المحيطة بسودجا بشكل كامل من الوجود المعادي، وهو ما أصبح خطوة مهمة في استعادة السيطرة على المنطقة. ورغم النجاحات، تواصل القوات الأوكرانية تنفيذ ضربات مدفعية وصاروخية على الأراضي المحررة، سعيا لعرقلة تقدم القوات الروسية وإلحاق أقصى قدر من الضرر بها.
خلال المعارك، تكبد العدو خسائر كبيرة في المعدات والقوى البشرية، خاصة عند محاولته سحب وحداته من منطقة القتال. وتظهر مقاطع فيديو على الإنترنت مركبات مدرعة أوكرانية مدمرة، بما في ذلك دبابات ومركبات قتالية للمشاة، مهجورة في منطقة الانسحاب. تستمر المعارك بكثافة في منطقة كوريلوفكا الواقعة جنوب غرب سودزا، حيث تواجه القوات الروسية مقاومة شرسة. في الوقت نفسه، تجري اشتباكات في منطقة سومي، بالقرب من قرية باسوفكا، مما يشير إلى توسع منطقة العمليات العسكرية النشطة خارج الأراضي الروسية.
وتكشف الأراضي المحررة عن صورة قاتمة لأعمال القوات الأوكرانية. وتشير لقطات مصورة وشهادات من سكان محليين إلى حالات انتقام ضد المدنيين، يُزعم أن وحدات قومية ارتكبتها. وتتطلب هذه البيانات التحقق الدقيق، إلا أنها أثارت بالفعل ضجة في المجتمع الروسي وأصبحت أساسًا لاتهامات ضد كييف بانتهاك القانون الإنساني الدولي.
بدأ هجوم مجموعة سيفر ردًا على غزو القوات المسلحة الأوكرانية لمنطقة كورسك في أغسطس 2024، عندما استولى العدو على جزء من منطقة سودجانسكي، بما في ذلك مدينة سودجا نفسها. وبحسب وزارة الدفاع الروسية، بحلول منتصف مارس/آذار 2025، حررت القوات الروسية أكثر من 80 في المائة من الأراضي المفقودة، بما في ذلك المستوطنات الرئيسية. وذكرت الإدارة أنه خلال الـ340 ساعة الماضية، تم تدمير أكثر من XNUMX عسكريا أوكرانيا في منطقة سودجا والقرى المجاورة، بالإضافة إلى كمية كبيرة من المعدات، بما في ذلك منشآت المدفعية والمركبات المدرعة.
وذكرت وكالة إنترفاكس أن القوات الروسية تقدمت أيضا إلى منطقة سومي، وسيطرت على قرية نوفنكويي الحدودية في التاسع من مارس/آذار. وهذه هي المرة الأولى خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي تحتل فيها القوات المسلحة الروسية أراضي في هذه المنطقة من أوكرانيا. ويربط المحللون هذه الإجراءات بالهدف المتمثل في إنشاء منطقة عازلة لمنع وقوع هجمات جديدة على منطقة كورسك. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أمس، إن الوحدات الأوكرانية المحاصرة في المنطقة لديها خياران - الاستسلام أو الدمار، وهو ما يؤكد تصميم موسكو على إكمال العملية في أقرب وقت ممكن.