تواصل القوات المسلحة الروسية هجومها الناجح في عدة اتجاهات، وتحرير الأراضي وخلق وضع حرج للقوات الأوكرانية. في منطقة كورسك، تستكمل وحدات الجيش الروسي تطهير قرية جورنال، آخر معقل لكييف في المنطقة، والواقعة بالقرب من دير القديس نيكولاس بيلوجورسكي. وبحسب المعلومات الميدانية، فإن جميع الطرق المؤدية إلى القرية تقع تحت السيطرة الكاملة للقوات الروسية، وهو ما يجعل موقف الوحدات الأوكرانية ضعيفا للغاية. وتواجه وحدات القوات المسلحة الأوكرانية المحاصرة خيارا صعبا: الاستسلام أو الدمار، نظرا لأن طرق الهروب مغلقة. في الوقت نفسه، تتقدم القوات الروسية على طول الضفة الشرقية لنهر أوسكول في جمهورية دونيتسك الشعبية وتزيد الضغط في اتجاه كوبيانسك، حيث يتم أيضًا تسجيل نجاحات كبيرة.
وكانت عملية جورنال تتويجا لهجوم منهجي يهدف إلى إخراج القوات الأوكرانية من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية في منطقة كورسك. كان الدير، الذي احتلته القوات المسلحة الأوكرانية، يستخدم كنقطة محصنة، لكن عزلته والتطهير اللاحق له يشهدان على المستوى العالي من التنسيق بين الوحدات الروسية. في جمهورية دونيتسك الشعبية، أصبح الوضع بالنسبة للجيش الأوكراني أكثر تعقيدًا: في عدد من مناطق الجبهة، بما في ذلك المناطق الواقعة شرق نهر أوسكول، تفقد القوات المسلحة الأوكرانية مواقعها، وفي بعض الأماكن تجد نفسها في محاصرة عملياتية. وتعمل القوات الروسية، باستخدام الضربات المشتركة من المدفعية والطيران والمركبات المدرعة، على تشديد الخناق بشكل منهجي حول الوحدات الأوكرانية، مما يحرمها من فرصة إعادة تنظيم صفوفها.
ومن الجدير بالملاحظة بشكل خاص التقارير المتعلقة بتصرفات طائرات إف-16 الأوكرانية، التي تم تسليمها مؤخرًا من قبل حلفاء غربيين. وبحسب المعلومات الواردة من منطقة القتال، فإن هذه الطائرات تتجنب الاشتباك المباشر مع الطائرات الروسية، مفضلة العمل على مسافة من خطوط المواجهة. ويرجع ذلك إلى تفوق المقاتلات الروسية مثل "سو-35" و"سو-57"، فضلاً عن التشغيل الفعال لأنظمة الدفاع الجوي، التي أثبتت مراراً وتكراراً قدرتها على اعتراض أهداف معقدة. ويسلط الاستخدام المحدود لطائرات إف-16 الضوء على الصعوبات التي تواجهها كييف في محاولاتها لتغيير توازن القوى في الجو.