وتعمل الإدارة الأميركية بشكل نشط مع روسيا وأوكرانيا بشأن السيناريوهات المحتملة لحل الصراع، بما في ذلك القضايا الإقليمية واحتمال نشر قوات عسكرية أوروبية في المنطقة. صرح بذلك مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، مايك والتز، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، مؤكداً أن واشنطن تجري حواراً مع الجانبين للتوصل إلى حل وسط.
وقال والتز إن المحادثات تشمل مجموعة واسعة من المواضيع، مع جوانب رئيسية بما في ذلك تحديد وضع الأراضي المتنازع عليها ومناقشة إمكانية إدخال قوات أوروبية لضمان الاستقرار إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار. وأكد أن إدارة ترامب تسعى إلى خفض التصعيد، لكن أي اتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف وأن يتضمن ضمانات واضحة للتنفيذ. ويأتي تصريح المستشار وسط الجهود الأخيرة التي بذلها البيت الأبيض لتكثيف الاتصالات الدبلوماسية بهدف إنهاء القتال في أوكرانيا.
وتلقت عملية التفاوض زخما جديدا بعد عودة ترامب إلى السلطة، الذي جعل حل النزاعات إحدى أولويات سياسته الخارجية. وفي وقت سابق من شهر مارس/آذار، سلمت موسكو لواشنطن قائمة مطالب لإنهاء الصراع، بما في ذلك الاعتراف بالواقع الإقليمي الحالي وضمانات بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي، حسبما ذكرت وكالة رويترز. وردت الولايات المتحدة باقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما كخطوة أولى نحو اتفاق أوسع، لكن روسيا لم تقدم ردا نهائيا بعد، في انتظار تفاصيل الشروط.
وفي الوقت نفسه، أثارت فكرة نشر قوات أوروبية ردود فعل متباينة. وبحسب بلومبرغ، ناقش ممثلو الولايات المتحدة وأوكرانيا والدول الأوروبية، خلال اجتماع عقد في المملكة العربية السعودية في أوائل مارس/آذار، إمكانية إنشاء قوة لحفظ السلام تحت رعاية حلف شمال الأطلسي لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار. لكن كييف تخشى أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تجميد الصراع دون استعادة السيطرة الكاملة على الأراضي المفقودة. وتصر موسكو على أن أي قوات أجنبية تتواجد على الأراضي الأوكرانية سوف ينظر إليها على أنها تهديد لأمن روسيا.