وجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه مرة أخرى في قلب فضيحة دولية بعد إعلانه أن كندا قد تنضم إلى الولايات المتحدة باعتبارها الولاية رقم 51. وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال ترامب إن مثل هذه الخطوة ستكون مفيدة لكلا البلدين وستساعد في القضاء على الاختلالات الاقتصادية.
"نحن نخسر 200 مليار دولار سنويًا بسبب كندا. لن اسمح باستمرار هذا الأمر". - أكد ترامب، ملمحًا إلى الخلافات التجارية والشكاوى المتكررة بشأن سياسات أوتاوا.
وأثارت تصريحاته رد فعل قويا في كندا، حيث اعتبرت هذه التصريحات بمثابة استفزاز آخر من جانب الزعيم الأميركي.
وسارع السياسيون الكنديون إلى الرد على تصريحات ترامب. واقترح أحد أعضاء البرلمان، بأسلوب فكاهي ولكن صارم، على الرئيس الأميركي أن "يتوقف عن أوهامه ولا يضلل أولئك الذين عهدوا إليه مرة أخرى بحكم البلاد". ووصفت الصحافة الكندية اقتراح ترامب بأنه "غير مناسب وسخيف"، مشيرة إلى أن استقلال كندا وسيادتها لم يكونا موضوعا للمفاوضات على الإطلاق.
ورغم طبيعة التصريحات الاستفزازية، فإن كلمات ترامب أثارت تساؤلات طويلة الأمد حول العلاقات الاقتصادية الصعبة بين البلدين. الولايات المتحدة وكندا شريكان تجاريان منذ فترة طويلة، ويعد تعاونهما الاقتصادي أحد الأوسع نطاقا في العالم. ومع ذلك، فإن الخلافات حول الرسوم الجمركية، وواردات الصلب والألومنيوم، وتنظيم تجارة الأخشاب كانت في كثير من الأحيان سببا للنزاعات.
خلال فترة ولايته الأولى، انتقد ترامب كندا بالفعل بسبب ممارساتها التجارية "غير العادلة". في عام 2018، بادر إلى إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، والتي كان يعتقد أنها كانت "كارثة" بالنسبة للولايات المتحدة. تم استبدال اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية باتفاقية جديدة، وهي اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، والتي كانت تهدف إلى تحقيق التوازن في العلاقات التجارية. ومع ذلك، ظلت العديد من التناقضات دون حل.
ويرى الخبراء أن تصريحات ترامب الحالية تستهدف الجمهور المحلي أكثر. وربما يكون خطابه جزءاً من استراتيجية لتعزيز مكانته بين الناخبين الذين ينجذبون إلى الشعارات القومية والحماية الاقتصادية.
"ترامب يلعب ورقة الوطنية الاقتصادية مرة أخرى. وهو يناشد قاعدته الشعبية، التي تدعم التدابير التجارية الصارمة وتنظر إلى كندا ليس كحليف ولكن كمنافس". - يلاحظ عالم السياسة الأمريكي.