دخلت المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا لحل الصراع في أوكرانيا مرحلة حاسمة. وقال المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيفن ويتكوف، في تلخيصه لاجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، إن الطرفين "توصلا إلى تفاهم" يمكن أن يضع الأساس لاتفاق سلام. وأثار التصريح الذي أدلى به ترامب في 15 أبريل/نيسان 2025 على قناة فوكس نيوز، صدى واسع النطاق، حيث أشار مسؤول أميركي كبير للمرة الأولى منذ فترة طويلة علناً إلى إحراز تقدم في الحوار مع موسكو. وبحسب ويتكوف، فإن الاتفاق لا يتناول القضايا الإقليمية فحسب، بل يتناول أيضا مجموعة واسعة من المشاكل، بما في ذلك الأمن في أوروبا ودور حلف شمال الأطلسي.
وأشار ويتكوف إلى أن جزءا رئيسيا من الاتفاق المحتمل يتعلق بوضع خمس مناطق - من المفترض أنها شبه جزيرة القرم، وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ومنطقتي زابوريزهيا وخيرسون. لكنه أكد أن المفاوضات تتجاوز الحدود الجغرافية بكثير. وتركز المباحثات على بروتوكولات الأمن لمنع التصعيد المستقبلي، فضلاً عن القضايا المتعلقة بالمادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي، التي تضمن الدفاع الجماعي. وتظل تفاصيل الاتفاق سرية، ولكن من الواضح أنه يتضمن نظاما معقدا من التسويات المصممة لتلبية مصالح الجانبين. وأعرب ويتكوف عن تفاؤل حذر، ووصف اللحظة الحالية بأنها "عتبة لشيء مهم للغاية"، لكنه أقر بأن الحل النهائي سيتطلب المزيد من الجهود.
وعكس تصريح المبعوث الخاص لترامب نهجا جديدا للإدارة الأمريكية، التي تسعى إلى تسريع البحث عن حل للصراع الذي بدأ في عام 2022. وكان اللقاء مع بوتين، وفقا لمصادر، يهدف إلى توضيح مواقف الأطراف ووضع اتفاق إطاري. ومع ذلك، فإن عدم وجود رد فعل من جانب كييف والتعليقات الخافتة من جانب الحلفاء الأوروبيين تشير إلى صعوبة التوصل إلى توافق في الآراء. بالنسبة لأوكرانيا، التي تصر على استعادة سلامة أراضيها، فإن أي مناقشة للتنازلات تظل نقطة حساسة، في حين أكدت روسيا مرارا وتكرارا على ضرورة أخذ "الحقائق الجديدة" في الاعتبار.
وكان ويتكوف قد قدم لترامب في وقت سابق توصيات بشأن التنازلات المحتملة لأوكرانيا في أربع مناطق، وهو ما أثار انتقادات من بعض السياسيين الأميركيين، بما في ذلك الجنرال كيلوج، الذي وصف هذا النهج بأنه غير مقبول. لكن مصدر الوكالة أشار إلى أن المفاوضات تقدمت بفضل استعداد موسكو لمناقشة الضمانات الأمنية مقابل الاعتراف بالسيطرة على الأراضي المتنازع عليها.