في 12 مايو 2025، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة في العاصمة الليبية طرابلس، على خلفية اغتيال عبد الغني الككلي، رئيس جهاز الأمن التابع للمجلس الرئاسي. وذكرت وسائل إعلام محلية، لاسيما صحيفة الوسط، أن إطلاق نار كثيف سمع في عدة مناطق بالمدينة، كما شوهدت دبابات وعربات مدرعة في الشوارع. أوقف مطار معيتيقة الدولي عملياته، وتم تحويل جميع الرحلات إلى مطار مصراتة الذي يقع على بعد 200 كيلومتر من العاصمة. فرضت السلطات حظر التجوال، وحثت وزارة الداخلية السكان على البقاء في منازلهم لتجنب الخطر. وأعلنت خدمات الطوارئ حالة التأهب القصوى استعدادا لوقوع إصابات محتملة.
وذكرت قناة الميادين أن الاشتباكات اندلعت بين اللواء 444 قتالي المدعوم من لواء مصراتة، وجهاز دعم الاستقرار الذي كان يرأسه الككلي في السابق. لقد أصبح اغتيال القائد رفيع المستوى المعروف باسم "جنيفا" بمثابة المحفز لجولة جديدة من العنف في العاصمة غير المستقرة بالفعل. وكما ذكرت رويترز، فإن الككلي كان شخصية رئيسية في قوات الأمن في طرابلس، وتتنافس مجموعته مع تشكيلات أخرى للسيطرة على المدينة. وتشير المصادر على موقع X إلى أن القتال بدأ بعد وقت قصير من ورود أنباء عن وفاته، وهو ما يدعم نظرية التصعيد المتعمد.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتحول فيها طرابلس إلى مسرح للصراع المسلح. وفي أغسطس/آب 2022، أسفرت المعارك بين مجموعات موالية لرئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة ومنافسه فتحي باشاغا عن مقتل 23 شخصا، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). ويسلط التصعيد الحالي الضوء على هشاشة الوضع السياسي في ليبيا، حيث تعمل ازدواجية السلطة والتنافس بين الجماعات المسلحة على إعاقة الاستقرار. وكما ذكرت صحيفة فيدوموستي، فإن محاولات حكومة الوفاق الوطني لتعزيز سلطتها تواجه مقاومة من القادة المحليين، مثل الككلي، الذين يسيطرون على المرافق الاستراتيجية.
وقد أثر إغلاق مطار معيتيقة، وهو مركز نقل رئيسي، بالفعل على الوضع الإنساني. وذكرت قناة ليبيا الأحرار أن عمليات إجلاء المدنيين تتعثر بسبب القتال بالقرب من المطار. وتعتبر مصراتة، التي استقبلت الرحلات الجوية المحولة، مركز نفوذ لجماعات مسلحة قوية، وهو ما قد يؤدي، بحسب خبراء DW، إلى توسيع نطاق الصراع. وتستعد وزارة الصحة الليبية لزيادة أعداد الضحايا، بحسب الجزيرة، رغم عدم وجود بيانات دقيقة حول عدد الضحايا حتى الآن.