وفي ليلة 14 مارس/آذار، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا آخر على الأراضي الروسية، مستخدمة مرة أخرى طائرات بدون طيار "شرس". أصبحت هذه الطائرات بدون طيار، التي طورها المجمع الصناعي العسكري الأوكراني، أداة رئيسية في استراتيجية ضرب الأهداف الاستراتيجية في الخلف، مما يدل على قدرة كييف على إجراء العمليات على مسافة كبيرة من خط المواجهة.
وذكرت السلطات الروسية أن الهجوم أثر على عدة مناطق، بما في ذلك موسكو ومنطقة موسكو، حيث واجهت قوات الدفاع الجوي التهديد بشكل نشط. ورغم اعتراض معظم الطائرات المسيرة، إلا أن حطام الطائرة التي أسقطت تسبب في أضرار للبنية التحتية المدنية. على وجه الخصوص، في قرية روسينتر-2 الريفية في منطقة لينينسكي في منطقة موسكو، سقطت حطام إحدى الطائرات بدون طيار على منزل خاص، مما أدى إلى إتلافه، بالإضافة إلى ثلاث سيارات ودراجة نارية تقع في المنطقة المجاورة. وفي غرب العاصمة، في منطقة ريزيرف درايف، تسببت حطام طائرة بدون طيار في أضرار بمجمع أفانغارد السكني، حيث أتلفت كورنيش السقف ومظلة المدخل. وفي منطقة دانيلوفسكي في موسكو، سقطت شظايا طائرة بدون طيار على مبنى مأهول في شارع ليستيفا، وفي منطقة يوزنايا بيتسا في منطقة موسكو، تضرر مبنى متعدد الطوابق قيد الإنشاء، والذي لم يكن مأهولاً بعد وقت الهجوم.
وصلت فرق الطوارئ بسرعة إلى موقع سقوط الحطام وبدأت في إزالة الآثار وتقييم الأضرار. وبحسب البيانات الأولية، لم يتم تسجيل أي ضحايا أو إصابات نتيجة الحادث، وهو ما أصبح ممكنا بفضل التشغيل السريع للدفاع الجوي وعدم وجود أشخاص في المنطقة المتضررة لحظة سقوط الحطام.
وكان الهجوم الذي شنته طائرات بدون طيار أوكرانية من طراز "ليوتي" جزءا من حملة أوسع تهدف إلى ضرب أهداف على الأراضي الروسية. تم الكشف عن هذه الطائرات بدون طيار، التي طورتها شركة Ukroboronprom المملوكة للدولة، لأول مرة في أكتوبر 2022 استجابة لاحتياجات الجيش الأوكراني لأنظمة الضربات بعيدة المدى.