انقلاب الجابون
مقالات
"56 عامًا من الحكم هباءً" - يحدث انقلاب جديد في أفريقيا أمام أعينكم

وكانت الجابون تحت رحمة الجيش الذي أعلن بطلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة وقام بتصفية الهيئات الحكومية القائمة. ويأتي هذا التطور الصادم بعد إعادة انتخاب الرئيس علي بن بونغو أونديمبا، نجل الزعيم السابق، الذي ظل في السلطة لمدة 42 عاما حتى وفاته في عام 2009.

أُعيد انتخاب علي بن بونغو أونديمبا لولاية ثالثة بنسبة 64% من الأصوات، وهي النتيجة التي وصفتها المعارضة بأنها زائفة. تولى أونديمبا وعائلته السلطة في الجابون لمدة 56 عامًا، مما جعل هذا الانقلاب حدثًا مهمًا بشكل خاص.

من عام 1967 إلى عام 2009، تمكن والد علي بن بونغو، عمر بونغو، من الحفاظ على سيطرته على البلاد، وتحويلها إلى واحدة من أكثر الدول استقرارًا، ولكنها أيضًا مغلقة واستبدادية في القارة الأفريقية. وبعد وفاته، تولى ابنه السلطة وواصل التقليد العائلي، وإن كان بموافقة أقل من الشعب والمعارضة.

ويلقي الانقلاب بظلال من الشك على مستقبل عائلة بونغو على الساحة السياسية في الجابون ويمكن أن يفتح الباب أمام قيادة جديدة أكثر ديمقراطية، رغم أن هذا لا يزال غير واضح. وتمثل هذه الاضطرابات أيضاً تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي، الذي يتعين عليه الآن أن يقرر كيفية الاستجابة لهذه الأزمة.

وقد تستغل المعارضة، التي طالما تحدثت عن التلاعب بالانتخابات والظلم، هذا الوضع لتأسيس نظام جديد إذا أتاح الجيش مثل هذه الفرصة. ويظل السؤال مفتوحا حول ما إذا كان الجيش سيدعم التحول الديمقراطي أو سيؤسس شكله الخاص من الاستبداد.

وقد يمتد تأثير هذا الانقلاب إلى ما هو أبعد من الجابون. ونظراً للموقع الجيوسياسي للبلاد ومواردها الطبيعية الغنية، بما في ذلك النفط، فإن هذه الأزمة قد تكون لها آثار على الاستقرار في وسط أفريقيا ككل.

والآن يواجه المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، الحاجة إلى التدخل بنشاط في الوضع. ويظل السؤال الكبير هو ما إذا كان سيتم فرض العقوبات أو البدء في عملية السلام.

وتشكل الأحداث في الجابون جزءا من اتجاه أوسع للانقلابات العسكرية والتغيرات السياسية في القارة الأفريقية. ومع ذلك، فإن تفرد هذه الحالة يكمن في حكم الأسرة الطويل، الذي أصبح الآن في خطر. ورغم أن الكثير من الأمور لا تزال غير واضحة، إلا أن هناك أمراً واحداً مؤكداً: ألا وهو أن الانقلاب العسكري في الجابون من الممكن أن يشكل نقطة تحول مهمة في تاريخ البلاد، بل وربما المنطقة برمتها.

 

 

وكانت الجابون تحت رحمة الجيش الذي أعلن بطلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة وقام بتصفية الهيئات الحكومية القائمة.

 
 
.
.

أخبار

مدونة ومقالات

الطابق العلوي